جعل الله شهر رمضان تكفيراً لذنوب عباده والتي تراكمت عليهم طيلة عام كامل, فرمضان شهر الرحمة والمغفرة والعِتق من النار.
وهناك ذنوب لا يمكن لرمضان أن يمحوها من صفحات أهل الذنوب الكبيرة والتي حاربت ربَّها جل وعلا وقتلت النفس المحرمة وشرَّدت العديد من الأسر وأحرمتهم من أرضهم ومنازلهم, فكيف يمحو الله سيئاتهم والمستضعفون في الأرض والمظلومون من كل إب فقدَ ابنه وكل يتيم فقدَ أباه وزوجة ترملت وما تزال دموعهم منهمرة إلى الآن وأكفُّهم مرفوعة متضرعة ومحتسبة لربها على أولئك الظلمة والقتلة؟! فكيف يكون لهم نصيب من رمضان ورحمته ومغفرته؟! فالظلم لا يكفِّره الله إلا إذا رُدت المظالم إلى أصحابها.
تنام عيناك والمظلوم ساهرة
يدعو عليك وعين الله لم تنم
أقول لأولئك الذين امتلأت صفحاتهم ذنوباً وعاثوا فساداً في الأرض: إن رمضان على الأبواب فكيف سيستقبلونه وبأي وجه وجرائمهم إلى الآن لم تجف؟ فيا حسرة عليهم, فالخير والرحمة والمغفرة على أبوابهم, لكنهم سلموا مفاتيحه للشيطان؛ ليتسنى له فتحه وإغلاقه متى و كيف شاء؟
أما المظلومون والمستضعفون فهنيئاً لهم برمضان الذي سيجود عليهم برحمته وغفرانه وإن شاء الله من بركاته أيضا.
ولا ننسَ في هذا الصدد إخواننا الفقراء والمساكين والذين لا يجدون قوت يومهم خاصة ورمضان على الأبواب, ونتمنى دخوله عليهم وهم في استكفاء ذاتي من المؤونة وحاجاتهم اللازمة لهذا الشهر المبارك.
دعوة أوجهها عبر هذه السطور في هذه الصحيفة المهتمة بكل الشرائح الاجتماعية إلى كل من له القدرة المادية في دعم إخوانه وجيرانه وكل مَن أحسَّ بحاجة أخيه المسلم إلى الوقوف بجانبه مادياً ومعنوياً.
كذلك أدعو كل تجار المواد الأساسية والغذائية أن يوقظوا ضمائرهم, خاصةً في هذه الايام التي تسبق الشهر المبارك في توفير المواد الصالحة استهلاكياً لهم وأن يزرعوا القناعة, فيهم كي يتسنى للفقراء توفير كل ما يحتاجونه من المؤن .
وأدعو حكومتنا الرشيدة أن لا يستمر هذا الوضع السيئ الذي نعيشه اليوم, لأننا نريد استقبال شهر الخير في النور وليس في الظلمة, ولا يمكن جلب الحطب والعودة إلى الماضي, كذلك زمن السراج والحمير ولَّى ولا يمكن إرجاعه .
كما أناشد من هنا رئيس الجمهورية المشير/ عبد ربه منصور هادي أن يشكل لجنه مختصه بالمعسرين في السجون, كي يتسنى لهم صيام الشهر الكريم بين أهليهم وذويهم .
كذلك لا تنسوا رقابتكم المعدومة على كل ما يخص المواطن من أمن واستقرار ومواد استهلاكية وصحة, فرمضان على الأبواب.
عبد الواحد العواضي
رمضان على الأبواب 1107