إن استخدام العنف وفرض أجندة معينة بالقوة والقفز على مخرجات الحوار الوطني هو مظهر من مظاهر المناقضة لتعاليم الإسلام، ودليل الهمجية والتوحش، وممارسة الأداء ضد شهداء الثورة وجرحاها، وضد الوطن اليمني والمواطنين، وأن الشرع والعقل والمنطق وحب الوطن يقتضي أن تمد جسور الثقة بين القوى التي تحاورت وخرجت بوثيقة الحوار الوطني، وأن الكل يجب أن يعمل على التعاون لتنفيذ مخرجات الحوار، والعمل على خدمة الوطن والمواطن، وهذا هو مظهر الثقة والصدق، ومن مقتضيات صدق الجميع في تطبيق تعاليم الإسلام ذاتيا ومجتمعيا، وصدق الانتماء إلى الوطن وحب المواطنين، والإخلاص قولاً وعملاً هو: الوفاء بالعهد والميثاق الذي يمثل التوقيع على مخرجات الحوار والوقوف عند الحدود الشرعية، وإنجاز الأعمال التي تحقق الخير للناس كافة وتجنبهم سفك الدماء، وهذا العمل من متطلبات أمانة المسئولية التي تبرأت منها السماوات والأرض والجبال.
إن المرحلة الراهنة من الحياة السياسية التي تمر بها اليمن مليئة بالمفارقات والمتناقضات الخطيرة، وللأسف- رغم هذا الخطر- إلا أن البعض لا يهمه اليمن وخاصة الحوثيين الراقصين على أشلاء مصالح المواطنين، وكذلك المرتزقة الجهلة عباد البشر من أجل المال، وكذلك الرافضين للتغيير، والمحاربين لمخرجات الحوار الوطني، والكافرين بالأخوة والتعاون الذين رفعوا شعار" أنا أو الدمار لليمن واليمنيين" والشاعرين بالكبر والإصرار على الغرور ومتابعة النفس الأمارة والتواقة إلى العودة إلى الظلم والاستبداد والتحكم بالناس، والتواقين إلى الشر والعدوان واللاهثين خلف الجشع واستعباد خلق الله، وكلها من الأمور المغضبة لله المعتدية على الحدود الشرعية والطبيعية، ومن سلكها خسر الدنيا والآخرة.
وللأسف البعض من القوى المصابة بعشق السلطة لم تدرك أبعاد هذه الحقيقة الإيمانية والوطنية، فصنعت وتصنع الإثم وفارقت وتفارق الصواب، إننا اليوم في حاجة ماسة إلى محاسبة النفس وترك الكبر والإثم، والعودة إلى جادة الصواب، إن حياتنا السياسية اليوم تفتقر للشرفاء الكبار من أبناء الأمة لإعادة بناء جسور الوفاء والوئام والاتصال والتواصل وتذكّر أواصر القربى من أجل تجاوز التحديات وصنع المنجزات وتنفيذ المخرجات.. والله الموفق
محمد سيف عبدالله
الثقة المتبادلة.. 1160