طالعتنا إحدى الصحف المحلية والمقربة من الحوثيين بصورة على صفحتها الأولى لعبد الملك الحوثي وفي الأعلى ما نشيت عريض كتب عليه "المواطن عبدالملك الحوثي" في إشارة من الصحيفة إلى الضخامة والهالة والقداسة التي يمثلها عبدالملك الحوثي.
ما لا يعرفه واضع الصورة ومحرر المانشيت بتلك الضخامة؛ هو أن مثل هذه الترهات والهرطقات لم تعد تنطلي على أحد من اليمنيين، بل على العكس زادت من تعزيز الفهم لدى قطاع عريض من أبناء الشعب بأن هناك ثمة من يريد فرعنة الأشخاص..
بالله عليكم ماذا يعني أن يتم استعراض قوات عسكرية تماما كما يحدث مع الجيوش النظامية قام أصحابها بتجميعها بطرق غير شرعية من خلال التهريب، ويتم التركيز في هذه الاستعراضات على أهم التفاصيل وأدقها والتي هي من اختصاصات رؤساء الدول كأن يقوم عبدالملك الحوثي من خلال الإشارة للجموع المتوثبة للبدء بعملية العرض والإيعاز بذلك من خلال رفع اليد كما يصنع الرؤساء مع جيوش بلدانهم أوقات الاحتفالات والتدريبات..
أتساءل لماذا يصنع الحوثي ذلك وفي وضح النهار وعلى عينك يا تاجر وهو المواطن المحسوب على دولة اليمن كما نعتته الصحيفة، فبأي حق يقوم بما يقوم به ونشاهده عبر قناة المسيرة من تحركات توحي للبعض بأنها لزعيم فرض نفسه بقوة الاحترام والمهابة، ليتمخض الجبل فأرا لنفاجئ بمثل هذه الاستعراضات التي يريدون من خلالها فرعنت شخص للدفع به إلى المشهد بقوة، وتقديمه كملهم ومرشد لمسيرة قرآنية قتلت الآلاف من أبناء هذا الوطن، فأي مسيرة قرآنية هذه التي تعظِّم الأشخاص، وتقدم له القرابين على مسرح الدماء التي سالت لأبناء هذا الوطن الذي يجب أن يتساوى فيه القاتل مع من أمر بالقتل.
سيخرج علينا دجالون سيقولون – كما العادة – في أشخاص ما لم يقله مالك في الخمر، سيكيلون المديح، وسيغرقون في التعظيم، وسيذهبون أبعد مدى في تقديس الأشخاص لا لشيء إلا لأنه يملك سلاحاً فظن للحظة أنه قادر أن يفرض مشروعه بقوته، فهل يعي هو ذلك، وهي يدرك الساسة خطورة مغامراته التي يريد أخذ البلاد وجرها نحو أنفاق من الدماء.. أتمنى أن يعوا ذلك..
مروان المخلافي
المواطن عبدالملك الحوثي 1186