لابد أن ندرك بأن المجتمع الحي هو الضامن الجوهري لحماية الإنسان ولتحقيق النهضة والتنمية، وهذا لا يكون إلا بالمشاركة الفاعلة بكل أشكالها سواء عن طريق مؤسسات الدولة أو مؤسسات المجتمع المدنية..
ونذكر هنا كلاماً هاماً لمالك بن نبي حين يصف إنسان النصف في مقابل الإنسان الكامل فيقول" إن إنسان النصف هو من يطالب بحقوقه فقط ،أما الإنسان الكامل هو من يطالب بحقوقه ويقوم بواجباته بنفس الحماس والجدية التي يتمتع بها حين يطالب بحقوقه". ولهذا نلاحظ بأن المعضلة الرئيسية التي تعيق تحقيق أهداف ثورة التغيير والعملية التنموية في هذه المرحلة هي التمترس خلف اللافتات المختلفة بثقافة النص على حساب الوطن وثقافة الكل، ويمكن بشكل أعمق أن نقول: إن انسحاب المجتمع من الفعل الثوري المستمر والمتراكم هو بسبب قلة الوعي وهذا يشكل كذلك معضلة , لأنه يتيح لنخبة من المجتمع التحكم بالقرار كما هو حاصل عندنا في اليمن.
وأياً كانت هذه النخبة لن تكون واعية الوعي الكافي في ظل غياب فعالية المجتمع التي تعتبر الضامن الحقيقي والجوهري لوعي النخبة والمجتمع على وجه سواء. والله الموفق..
محمد سيف عبدالله
الإنسان هو المُعرَّضُ للخطر 942