اعذرني إنْ أنا أسأت فهمك أو حمَّلتك أكثر مما تحتمل, فإنما يكون المغرم على قدر المغنم وبالغايات تتحدد الغنيمة, فمن كانت غايته الجنة فمغارمه على قدر مغانمه لقد آليت على نفسك أن تسمو بنا وتخطو بنا نحو بر الأمان منهجية دعوية ورؤية ربانية.
وكنت خير قائد لنا في ثورتنا على الفساد وقدمت من التنازلات ما لا يخفى على أحد حقناً للدماء وتقديماً لمصلحة الأمة وتحملت في سبيل ذلك الكثير من الشائعات التي التصقت بك هنا وهناك, حتى غدوت اليوم بمثابة الدولة تتحمل أوزارها وينتظر منك ما ينتظر منها وكأن الجيش أصبح بيدك والحكومة كلها لك والعجيب في الأمر أنها حكومة إتلافية لغيرك فيها أكثر مما لك وتنال من مسباتها ما لا يناله غيرك ومع ذلك أراك صامتاً لا تعبر عن نفسك وليت شعري أذلك ترفعاً في زمن لا بد أن تعلو فيه الأصوات, أم زهداً في غير موضعه, فنحن أمة تتأثر بما يقال لها وقديماً قيل أن المنطق يغيب إذا كثر اللغط وقد كثر وآن الأوان لتقول كلمتك فتنفض عنك غبار النقد الذي طالك دونما جريرة وتنتقد من الأوضاع ما حرياً بأن ينقد وتتعامل معنا بالشفافية التي عهدناها منك, مبيناً ما تراه من صعوبات وما تواجه من مشقات, موضحاً لكل من يسيء الفهم ما هو دورك في هذه المرحلة وما الذي يجب أن تكون عليه, مفرقاً لهذه الأمة ما بين المعارك الذي يجب أن تخوضها وبين معارك الدولة التي يجب أن تخوض غمارها.
ياقوت العواضي
مهلاً أيها الإصلاح!! 1232