الصيدلية المنزلية هل هي ضرورة؟ وما هي الأدوية التي يجب أن تتوافر فيها للطوارئ؟
لقد اعتاد كلٌ منا على الاحتفاظ بصيدلية صغيرة داخل البيت نلجأ إليها إذا تعرضنا لعارض صحي.. فنهرع إلى الصيدلية باحثين عن دواء لنفس العارض سبق أن أصابنا, كبعض أنواع الصداع والرشح والإنفلونزا والنزلات الصدرية العادية والحادة وارتفاع الحرارة وهي عوارض نعتبرها عادية وعلاجها معروف لدينا فنأخذه دون مراجعة الطبيب, فهل إذا تصرفنا على هذا الشكل يعتبر هذا التصرف صحيحاً؟, ثم ما هي المشكلات الصحية التي قد نواجهها ونطلب من الناس اتقاء شرها؟..
إن مشكلات الصحة العامة كثيرة و واسعة ومتشعبة ولا يمكن الخوض في غمارها بصورة عامة ولكني وبشكل أساسي نعتبر أن الوقاية هي خير من العلاج في أمور كثيرة ولذلك لا بد من الاهتمام بصورة أكبر بصحتنا, أقول لذا ما علينا إلا أن نكون حكماً في تعاطينا شئوننا وشئون أطفالنا وزوجاتنا وأسرنا الصحية.
لذلك ننصح بوجود صيدلية لتقديم الإسعافات الأولية عند كل طارئ ولكن قد يُساء استخدامها كثيراً خاصة في هذه الأيام, حيث تستخدم, المضادات الحيوية عند حصول أي عارض صحي دون استشارة طبيب.
وقد تكون تلك العقاقير المخزونة في الصيدلية المنزلية منتهية الصلاحية أو ما تبقى منه من فترة سابقة وهذا ما يلحق بالمريض الضرر أكثر من الفائدة.
فهناك بعض الأمراض التي يمكن الوقاية منها دون الحاجة لاستخدام الأدوية مثل: ارتفاع الحرارة أو الصداع أو الرشح والسعال خاصة عند الأطفال والكبار في السن يمكننا تجنيب المريض للبرد واستخدام التدفئة اللازمة واستعمال الكمادات الباردة في حالات ارتفاع الحرارة وشرب السوائل الساخنة, أما في حالة عدم شفاء المريض وساءت حالته الصحية فيجب اللجوء إلى الطبيب الاختصاصي.
ونذكر الأمراض الأكثر انتشاراً خاصة في موسم الشتاء والتي تصيب عامة الناس:
إن أكثر الأمراض انتشاراً في موسم البرد: الإنفلونزا والرشح والسعال ونزلات البرد العادية والحادة والتهاب اللوزتين والتهاب الأذن.. كل تلك الأمراض تبدأ بعارض بسيط ثم تتطور نتيجة الإهمال وعدم استشارة الطبيب كونه الأجدر والمخول له بعلاج أي عارض صحي أو مرضي من الأمراض الآنفة الذكر وعندما يتطور أي مرض من تلك الأمراض نتيجة الإهمال فتحدث للمصاب آلام عامة والشعور بالإرهاق وارتفاع الحرارة وقد تتطور الحالة لإصابة المريض بالتهاب رئوي أو التهاب الأذن وتضعف مقاومة المريض أمام أي التهاب ميكروبي وخاصة الأطفال الرضع أو الكبار وفي مثل هذه الحالات يجب ألا ننصب أنفسنا أخصائيين وشراء الأدوية وذلك هو التصرف الخاطئ, بل يجب مراجعة الطبيب الأخصائي عند أي حالة صحية عارضة لأن الأمور الصغيرة في المسائل الصحية لا مجال فيها لنكذب على أنفسنا وعلى غيرنا لأن بعض الصغائر قد تهدم إنساناَ دون أن يدري وبذلك نوفر لأنفسنا ولأطفالنا الوقاية والعلاج اللازم والصحيح وعدم الاعتماد على استشارة أصحاب الصيدليات تجاه أي عارض صحي حتى لو كان الصيدلي تربطنا به علاقة معرفة أو صداقة, فالمثل الشعبي يقول: "إعطي الخبر لخبّازه"..
وقانا الله وإياكم كل مكروه.
د.عبدالسلام الصلوي
الصيدلية المنزلية.. مخاطرها وفوائدها 1086