إن الذي يقرأ القرآن الكريم ويدرس سيرة رسول الله سيجد أن الأوامر والنواهي ربطها الله بقدرة الإنسان، فالله تعالي يقول: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " ويقول تعالي: "اتقوا الله ما استطعتم" بمعنى لا بد أن ندرك الفرق بين التطبيق الكامل للشريعة والتطبيق الممكن لها، ونتيجةً لغياب الفهم لهذه المسافة لدى بعض الإسلاميين أو المهتمين بالإصلاح من منظور إسلامي فقد يصلون أحيانا إلى اليأس والإحباط ،أو إلى تجاوز السنن الكونية وعدم مراعاة عامل الزمن ،مع أن هذه المسافة لم تكن غائبة عن أحداث ومجريات السنة النبوية، وهذا يفرض علينا جميعا التفريق بين التطبيق الكامل للشريعة الإسلامية ، والتطبيق الممكن لها ،وعدم تخطّي الحلول الممكنة إلى غير الممكنة وفق سنة التدرج النبوية ومعطيات الواقع إن حركة الزمان لا ترحم الواقفين الجامدين، ولا تنتظر المترددين الخائفين ،الذين يعيشون عصراً بوسائل عصور خلت ،ولا يميزون بين المبدأ الخالد والوسيلة الفانية ،فكل توقف يتحول إلى تراجع وتخلٍ عن السير إلى الأمام ،إن عدم إدراك هذه المسافة الفاصلة بين النص الشرعي وقدرة الإنسان والواقع العملي الحامل للتطبيق، أو التطبيق الكامل للشريعة والتطبيق الممكن لها ،جعل البعض يعيش في المثاليات، ولم يعد بمقدوره رؤية الواقع بظروفه وتعقيداته المختلفة ،فوقع في إحدى المشكلتين: إما القنوط والإحباط واليأس، ومن ثم اعتزال الناس والعيش في عالم التصوف الوهمي والأحلام ،وإما تجاوز السنن الكونية والشرعية وتخطى عامل الزمن ،ومن ثم جلب الويلات والمصائب له ولجماعته أو حركته أو حزبه والتي قد لا تنتهي إلا السلام عليكم أيها الأصدقاء خلاصة مفهوم الليلة هو: [غياب الفهم السليم للإسلام أدى إلى غياب فهم المسافة بين التطبيق الكامل للشريعة والتطبيق الممكن عند بعض الإسلاميين وهذا قادهم إلى اليأس والاعتزال ،أو قادهم للقفز على سنن الله في التدرج والزمن، وهنا تلقفتهم أجهزة التوظيف وصناعة الإرهاب فجلبوا على أمتهم المصائب والويلات التي لا تنتهي إلا بموتهم ,والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
بين غياب الفهم السليم للإسلام وغياب فهم التطبيق 1151