في الوقت- الذي خلفت حروب الحوثي البربرية، وهجمات القاعدة المخابراتية في سائر اليمن- نكبات، وأورثت هجرات للمواطنين العزل داخل الوطن، وتركت جثث القتلى متناثرة في الوديان والجبال والشعاب، وارتكبت حماقة مليشيات الحوثي بأوامر سيدهم الدمار للقرى والمدن التي لم تمنعها حصون ومعسكرات وزارة الدفاع سابقا ولاحقا من الهجمات البربرية الحوثية، والقاعدة، وفي الوقت الذي تثار حرب دموية وعنيفة ضمن حروب طائفتي الضلال الخارجة على الشعب اليمني - طائفة الحوثية والقاعدة - ومن تهدم الشريعة بدعوى حمايتها، نرى الدولة تسعى لإطالة عمر الحرب بدل العمل على استئصالها، ونراها تصنع لجيشنا ولشعبنا موقفا دفاعيا تمكن فيه كلا الطائفتين المحاربتين للهجوم المباغت، بدل أن تبدأ هي بالهجوم الكاسح على مواقع فرق الضلالة والزيغ من حوثيين وقاعدة، ونشاهد بل ونلمس من الدولة السعي لإطالة عمر الحرب، بدل السير نحو الأمان وتصر الدولة بمواقفها المتخاذلة وعدم السماع للناصحين بتوسيع دائرة الدمار وبقاء آثاره وقتا أطول مما يجب، وهي بهذا التخاذل والمسلك المريب تعمل جاهدة لتمكين الحوثي من إيقاف التقدم العلمي للبلد بامتهانه الحرب المدمرة وإلا ما معنى أن تتوقف الحرب الزاحفة ضد القاعدة في شبوة وأبين، وتشكيل لجنة بقيادة وزير الدفاع للتفاوض مع الحوثي، هذا هو السير في الاتجاه المعاكس الذي يجعلنا نفقد الثقة بدولة يرأسها "مشير" تحت توافق وطني، نحن لا نمنع التحاور مع الطرفين.
لكن السؤال المثير للشك، كيف يرأس وزير دفاع لجنة وساطة للحوار مع الحوثي وهو المناط به منع هذه الفرقة الطائفية من اختراق البلد ودمار مدينة عمران، وإرغامه على تسليم سلاحه تحت ضربات رجال اليمن الأبطال؟!، هل وصل الاستخفاف بعقولنا إلى هذه الدرجة، وكيف يوقف الحرب في المحافظات الجنوبية ضد القاعدة؟!، من الذي كلف وزير الدفاع بهذا أين رئيس الجمهورية وأين رئيس الوزراء هل دماء شباب قواتنا المسلحة ورجالات أمننا مهدرة عند الدولة ووزير دفاعها؟!
إن من قتل من شعبنا يستحق أن نثار لهم ولا ثأر إلا بتسليم المحاربين للسلم، إنه حري بشعبنا أن يتهم الدولة بمؤسساتها بالعمل على إيقاف عجلة الثورة اليمنية، والسعي لانقلاب تكتيكي يتم فيه تقاسم السلطة بين أعداء الأمس وأصدقاء مصلحة اليوم؟ فهل معقول أن دولتنا بهذا التصرف المخيف تفكر بالتعمير قبل التدمير، إن الإعمار يجب أن يكون هدفا أساسيا يسبقه حرب توقف هذه الطائفية والمناطقية والتطرف المخابراتي لأن القضاء على هذه الشراذم هو من سيحرك رؤوس الأموال والشركات للتوجه التعميري في اليمن، وهو وحده يضمن بسط النفوذ السياسي للدولة، وينشر الفكر في كل أنواعه الاقتصادي والديني، والاجتماعي والسلم المجتمعي، ويجعل الناس جميعا يلتزمون القانون ويتعاملون به ويرجعون إليه لتسيير أمور الحياة، أما أن يصبح وزير الدفاع عضوا في لجنة تستجدي المحاربين للشعب وتفتح لهم المجال للتمدد والتشدد، فهذا وزير في دولة يجب أن يرحل برحيلها ويغيب مع غياب شمسها.
وعلى الشعب أن يعرف طريقه، ويجب أن نعلم هذه الفرق الضالة ونعلنها في وجوههم بنشيد(وما الحرب إلا ما قد علمتم وذقتم... وما هو عنها بالحديث المرجم... متى تبعثوها، تبعثوها ذميمة... وتضرأ إذا ضريتمها فتضرم) وليعلم الحوثي وأتباعه والمرتزقة من حروبه والقاعدة، أن الشعب اليمني محيط سيقذف بزبدكم.
د. عبد الله بجاش الحميري
ممارسة الدولة المخيفة ! 1019