في ظل هيمنة تقنية الفضاء المفتوح, وتعدد القنوات, واتساع شبكة المعلومات, وتنوعها, وتمكن كل فرد من تكوين بوابة إعلامية يبثها للناس بوسائل ميسورة وسهلة, أضحى الإنسان مكشوفاً للجميع..!
حتى الشخص البسيط نجده ناقلاً, حاذقاً للحدث بكاميرا جواله!
تسلطت الحدقات اللامعة على وجوه المشاهير تنقل تحركاتهم وتتلقف كل نابية من أفواههم..!
بعض سياسيي اليمن لم يفطنوا لهذه القفزة بعد, أو يبدو أنهم لا يأبهون لردة فعل الناس, ولا يهتمون بتوجهات الرأي العام الوطني؛ فنراهم يتناقضون في مواقفهم من قضايا الوطن والشعب الهامة, ويتمايلون من طرف إلى طرف آخر أمام سمع ونظر الشارع!
يتبنون مواقف محددة؛ ثم عندما يحين وقت الفعل نرى البعض منهم ينحازون لأحزابهم, لولاءاتهم الضيقة, يصرحون اليوم بشيء ثم يغيرونه غداً دونما حياء..!
وثمة صورة أشد تناقضاً وشذوذاً؛ حين ينقل لنا الإعلام مشاهد للجميع وهم ينتقدون حكومة الوفاق, ويطالبون بتغييرها, الكل ساخط على هذه الحكومة ويصرح بوجوب نزع الثقة منها وتنحيتها, والكل أيضا يساند وزراءه, ويشد على يديهم للبقاء في الحكومة!!
حتى أن البعض من هؤلاء الوزراء خرج يوما في مظاهرة لإسقاط الحكومة, ثم رجع يمارس مهام وزارته في ذات اليوم!!
الكل ثائر ضدها, والكل مؤازر لها, الكل ينتقد ويتباكى منها, والكل يدبج الأعذار لها ويتباكى عليها.. ليت شعري متى يتمايزون؟!
للأسف الشديد شعار ساسة وأحزاب اليمن "ودوا لو تدهن فيدهنون"!!
هذه ليست حكمة, وليست توافقا؛ بل هو اتفاق خفي على إهلاك هذا الوطن, وإغراق شعبه في بؤر الفقر, والبؤس والشقاء الأبدي..!
نريد قادة واضحين, مبدئيين, محددين, نريد ممثلين للشعب بصدق, يتبنون قضاياه, ويدافعون على مصالحه, ويسعون لتلبية حاجاته, برامجهم علنية واعدة, أهدافهم وطنية واضحة, تاريخهم الشخصي نظيف, ولاؤهم لله ثم للوطن فحسب!
المرحلة حرجة للغاية, ولا تحتمل المداهنة..!
فأين الرجال حقا, ينهضون باليمن من كبوته, ويقودون مسيرة التغيير نحو التحقيق؛ ليغدو واقعاً معاشا..!
أرجو قبل تشكيل الحكومة القادمة, البحث عنهم؛ فلن تعقم اليمن عن مثل هؤلاء؟!
أخيراً:
الشفافية التكنولوجية فضحت الساسة _ المخضرمين_ على الملأ, وعرتهم تماما..!
فهلا أدركوا بأن حواس الشعب مسلطة عليهم عن قرب؛ ليستحيوا, ويحددوا مواقفهم, ويثبتوا عليها حفاظا على الوطن, وعلى بقعة صغيرة متبقية من ماء وجوههم!
نبيلة الوليدي
ياساسة اليمن.. تمايزوا.. !! 1212