كان لا بد لمكونات القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن أن تسجل موقفاً وطنياً وتاريخياً يمنياً خالصاً إزاء ما يحدث من متغيرات ومن مؤامرات تحاك بالوطن على حساب تلك العراقيل وتلك الاختلالات والاختلافات والمعانات التي تتوالى على الشعب وعلى اليمن من مختلف الاتجاهات المؤمنة من قبل الدول الراعية والمشرفة والداعمة للخروج باليمن إلى بر الأمان.. لا سيما القوى السياسية المتمثلة بحزب المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك أن يعلنوا حالة الطوارئ القصوى وأن يعيدوا النظر في برامجهم وفي استراتيجياتهم والتي تتطلب منهم وعلى عجالة أن يقفوا على كلمة سواء.. وأن يحترموا أنفسهم أولاً.. وأن يدركوا أن الله قد كتب على هذا الشعب الصابر المحتسب أن جعلهم يتحكمون ويسيطرون ويعبثون بمقدرات البلاد والعباد بدون حساب أو عقاب.. لكن قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة لهم أن يتداركوا مخاطر ومنقلبات وعواقب ومتقلبات تلك المتغيرات وتلك المؤامرات التي تحدق بالوطن وبمشروع اليمن الجديد الذي بات رهينة تلك المساعي والمشاورات التي ينتظرها اليمنيون من المجتمع الدولي والذي أصبح لا ينظر ولا يسمع ولا يشم ولا يطعم ولا يحس إلا بنفحات أطماعه ومخططاته التي باتت تتضح وتنكشف يوماً بعد يوم.
مهما كانت تلك المواقف وتلك المساعي والمساعدات المأمولة والمنتظرة إلا أنها من سابع المستحيلات أن تقدم مثل هذه المساعدات العامة لأي نظام أو شعب وهو غير متوافق وغير متجانس إلا أن يكون ذلك الدعم وتلك المساعدات لما يخدم تلك المخططات وتلك المشاريع المخلة والمقسمة والمغايرة للنسيج العام..
فاليوم وعلى هامش تلك المفارقات وتلك الاختلافات والاختلالات والفساد والفوضى والصراعات لا شك أن المجتمع الدولي وعلى أنامل تلك الدول المتحسسة والمتحسرة والمناهضة لاستكمال ووضع اللمسات الأخيرة للبيت اليمني الجديد الشامخ والمنظم والمرتب والمتغلب على كل العراقيل والمخططات والأمواج المتلاطمة التي وبفضل الله وبفضل الشرفاء والأحرار والأوفياء من أبناء الشعب اليمني تم التغلب عليها ولم يتبقى إلا القليل.. فاليوم ربما لا يستطيع أحد أن يخفي أو يتنكر أو يشكك أو ينتقص من الهدف السامي الذي سيحقق لليمن نقلة نوعية وتاريخية في ذاكرة اليمن القديم والجديد على خطى المستقبل المشرق..
فيا أحرار اليمن و يا شرفاء الوطن و يا مناضلي القوى السياسية: ها هي اليمن تناديكم وتشد على أياديكم وتدعوكم إلى أن تتحرروا من قيود أمراءكم وزنازين أحزابكم وثقافة انقساماتكم ومواقف صراعاتكم.. ألم تكن ثورة الشباب قد منحتكم الكراسي وآثرت نفسها من أجل الوطن وهبت لكم المناصب والحصانات وجنَّبتكم المآسي؟.. توافقتم وتحاور الجميع وتعانقتم وتصافحتم فأستبشر الشعب.. وناضلتم وأيدتم التغيير وحرصتم على الوحدة ومع اليمن الجديد فأنتصر الوطن.. فلم يتبقَ إلا أن تدركوا أن الوطن وأن اليمن بات في ذمتكم وفي أمانتكم.. فلا تقبلوا بالدون.. ولا تلهثوا وراء الشجون.. والتقليد والمجون.. ولا تركنوا إلى الانفراد والانحطاط والانقلاب والتمرد والتخلي عن المضمون.. فالوطن يكفي الجميع واليمن يحوي الجميع واليمن الجديد سوف تنصف الجميع وستكون لمصلحة الجميع.. فلماذا إذاً التباكي على المجهول ولماذا الاستسلام والامتثال إلى التشظي واللهث وراء المدلول؟..
فإذا كان سعيكم نحو الكراسي والوزارات والإدارات فها هي بين أيديكم.. وإذا لم تقتنعوا واذا لم تلتزمون واذا لم تنصتوا وتستمعوا إلى شعبكم, فمن المؤكد أنكم ستفقدون وتخسرون كل شيء.. وستكون الفرصة والانفراد لغيركم.. فقط يتبقى أن تعيرونا أسماعكم لعلكم تفيقوا من غفلتكم.. فاليمن والوطن يتجه نحو الخيرات وصوب الانتصارات والإنجازات, فإذا أردتم أن تسجلوا بصماتكم للتاريخ وللأجيال القادمة, فما عليكم إلا أن تسمعوا وتنصتوا وتنصحوا وتحذروا من يتحكمون بجهودكم ومن يصادرون نضالاتكم.. والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
اسمعوا وأنصتوا واحذروا أمراءكم! 1200