منذ سنوات عديدة كنت أرى الحياة من خلال نظارة وردية استطعت من خلالها أن أخلق عالماً خاصاً بي وكلما تناولت الكتابات والمؤلفين حول قضية المرآة, تسألت في أعماقي هل للمرأة قضية؟!
بالنسبة لي كانت الأمور أبسط بكثير مما قد يصوره المؤلفون.
كنت أرى في ما أقرأه ضرباً من العبثية والخيال المبالغ فيه, فكيف يكون للمرأة قضية و نحن في دولة إسلامية؟!
لطالما أسرني الإسلام بتشريعاته السامية، وفي ظل تلك التشريعات ترعرعت روحي حتى رأيتها حقيقة ماثلة أمامي رؤيَ العين.. بيد أن للواقع اطروحاته التي ما لبثت أن جعلتني أدرك أي خطأ وقعت فيه, فالتشريعات التي سمت بالمرأة ظلت غائبة عن واقع الغالبية العظمى من النساء لتحل محلها تشريعات أخرى لا ترى للمرأة إلا ما تراها هي! وكأن الشريعة وجدت لتظل مجرد سطور في الكتب, هنالك أدركت كم كنت واهمة، وأننا بحاجة ماسة إلى ما هو أهم من الكلمات المبعثرة هنا وهناك.. ما نحتاج إليه إحداث ثورة تبدأ منّا نحن؛ ثورة نستطيع من خلالها ان نتحرر من تلك القيود التي تكبلنا لنستظل في حمى عقيدتنا بعيداً عما خلفته لنا عقلية الماضي من رؤى ضيقة شاركت بها المرأة ولم يتفرد بها الرجل بل ان للمرأة النصيب الأكبر من ذلك الموروث الذي قضى برميها بعيداً عن دائرة الحقوق.
ياقوت العواضي
هل للمرأة قضية ؟! 1157