من أهدافنا في الحياة معرفة ثقافات الغير ومتابعتها باهتمام شديد دائماً وخلال ذلك لم أسمع قط أن أفراداً في مجتمع يحاربون أبناءه باستغلال مناصبهم لدوافع سياسية لا علمية, وفي اليمن هذا ينطبق على المجلس الطبي الأكاديمي- عفوا أقصد مجلس التجهيل الابتدائي-..
أدوار هذا المجلس ومهامه صناعة جيل طبي أكاديمي يخدم ويعمل في كل مرافق الوطن الطبية في هذا البلد لكن المجلس يقف عائقا وسداً منيعاً أمام المخرجات الطبية مستغلاً وضع البلد.
ممثلو مجلس التجهيل الابتدائي يهدمون معبد التعليم الصحي في البلد بأيديهم عروة عروه ويستمرون في سياسة التجهيل. ومما أفاضوا علينا من أفكارهم أن الحامل لشهادة الدبلوم في تخصص الصيدلة إذا أراد الحصول على البكالوريوس وجب عليه دراسة أربعة أعوام جديدة ليكافئ في دراسته صاحب تخصص طبيب عام ومثل ذلك المختبرات وصحة المجتمع والتمريض في زيادة عدد السنيين التي يدرسونها بعد الدبلوم.
بأفكارهم وعقولهم هذه؛ لقد شرعوا لسحق ومحق شهادة الدبلوم وحامليها وجعل الطلاب والراغبين في العلم يتعثرون في بداية مشوار الطريق على الرغم من أن هذه الشهادة تصدر من معاهد صحية حكومية ومن معاهد وجامعات خاصة معتمده.
توجهات المجلس ضد توجهات الوزارة وهذا ما يلاحظه الشارع التعليمي الطبي والضحية هم طلاب قسم كلية العلوم الطبية, فأصدروا قرار بمنع نظام التجسير, والتجسير هو مواصلة ما تبقى عليك من مواد التخصص وتحسب لك مواد الدبلوم تحت مسمى المقاصة لتحصل على بكالوريوس تحمل اسم بكالوريوس تجسير.
لم يقف المجلس عند هذا الحد, فأخذ بالتصعيد وبدأ بممارسات عشوائية فامتنع عن منح التراخيص وكذلك شهادة مزاولة المهنة ما لم يخوض الطالب ما يسمى امتحان الكفاءة.
فبالنسبة للصيدلة سمعت أنه يراسل المصانع بمنع من لا يحملون مزاولة مهنة من العمل وستتسع الرسائل بعد ذلك إلى المستشفيات والمنشآت الطبية الأخرى, بينما نسي دوره الحقيقي في حماية المجتمع من آلاف العاملين في سوق العمل أخذوها بالخبرة والتجربة ويقتلون الأرواح والمجلس يشاهد ويتفرج عن علم بهذا وهو المسئول عن هذا بالطبع دون ضبط أو ردع.
يقول أحد الطلاب "ولو سلَّمنا أن المجلس يفعل كل هذا لصالح التعليم لكان القرار الأول هو إيقاف الحصول على شهادة الدبلوم من جميع المعاهد الصحية الحكومية والخاصة وإغلاقها, ولكن هذا لم يحدث", فمن المستفيد؟؛ إنها الجامعات الخاصة التي تمتص دماء الطلاب بالدولارات لتغطي الفشل الذريع للجامعات الحكومية والتعليم الحكومي في استيعاب مخرجات الثانوية العامة سنويا, والشارع التعليمي يتمنى أن لا يستمر هذا الوضع, فبعد سنيين لن نجد من يحمل شهادة البكالوريوس أما التخصص فيكون من سابع المستحيلات وجوده..
فهذه رسالة الآلاف من الطلاب إلى رئيس الجمهورية ووزير التعليم العالي ووزير الصحة: أوقفوا أعمال الدمار" والشنار" بالتعليم الصحي الذي يقوم بها مجلس سياسة التجهيل الابتدائي التي تتوسع وتطارد المخرجات إلى أماكن أرزاقهم ويسهم بذلك في نشر البطالة في أوساط الشباب المتعلم ليس خدمة لوطن وإنما لصفقات فساد مشبوهة وحمى الصراع السياسي الحزبي لا أكثر ولا أقل..
فأساس المجتمع وصفوته دائماً وأبداً المثقفون والمتعلمون الذين يخدمونه شبراً شبرا ويحبون تنميته ورفع اقتصاده واسمه عالياً خفاقاً سامياً في السماء بين النجوم.
زكريا الحسني
مجلس التجهيل الابتدائي 1554