;
محمد سيف عبدالله
محمد سيف عبدالله

تحييد الجيش وقبول اختلاف التنوع السبيل إلى الحكم في العالم العربي 1180

2014-05-30 13:51:33


إن تبادل السلطة بالطرق السلمية وتوحيد شرعية الشعب لأي حاكم ما زالت بعيدة المنال في العالم العربي، ومازالت الشرعيات متعددة والصراع بين الشرعيات محتدم، وذلك لأسباب تتعلق بتركيبة المجتمعات العربية ذاتها، من الناحية الاجتماعية والسياسية والعقائدية، فنحن حتى الآن ما زلنا في مجتمعاتنا نحتكم في الغالب إلى الأبوية والقبلية والعشائرية والطائفية والمذهبية وللجماعات الدينية، ولا نحتكم إلى الدستور والنظام والقانون، وهو ما يتعارض تماماً مع الحكم الإسلامي المدني الذي يستمد شرعيته من الشورى في اختيار الأمة للحاكم، ولهذا المجتمعات الغربية نجحت في تداول السلطة بالطرق السلمية لأنها قد تجاوزت التقسيمات الطبقية التي مازلنا نرزح تحن وطأتها، ولهذا نجد أن معظم الانتخابات التي جرت قبل الثورات العربية وبعدها أن الشعوب ما زالت تصوت في الانتخابات على أسس الارتباط الشخصي والديني والطائفي والعشائري والقبلي والجهوي والمناطقي وليس على برامج تطويرية، ولا على أسس وطنية.. بعبارة أخرى فما زال الكثير في مجتمعاتنا عبارة عن تجمعات متنافرة من القبليين والطائفيين والعشائريين والمذهبيين والسلاليين المنويين والجماعيين والبلطجيين والمرتزقين والقومجين والاسلامجين.

 وإذا ذهب أحد للتصويت في أي انتخابات حتى لو كانت بلدية، فهو يصوت بحسب هذا التقسيم، ولا يصوت على أساس البرامج والكفاءة والوطنية، وهذا إرث بني" القل" الباطن على ضوئه ورسخته الأنظمة التي حكمت البلاد العربية بعد خروج الاستعمار من بلادنا حكمت بطريقة فرق تسد، فالكثير من تلك الأنظمة التي لا تمت للوطنية بصلة جاءت إلى السلطة وفي ذهنها ليس بناء أوطان جديدة بعد جلاء الاستعمار بل" كوكيلة" للمستعمر لا أكثر ولا أقل، ولهذا ظلت كل الأمراض العربية المتوارثة من قبل الاستعمار، وجاء الاستعمار وقواها بسياسة فرق تسد وقسم البلاد سياسياً بشكل دول قطريه الشام دولة إسرائيل والأردن ولبنان وسوريا والعراق، والمغرب العربي دولة ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وشمال شرق أفريقيا, دولة مصر والسودان والصومال والجزيرة العربية, دولة اليمن الشمالي ودولة اليمن الجنوبي والسعودية والبحرين والإمارات وقطر والكويت، وبقيت البلاد العربية على حالها بعد خروج المستعمر ، لا بل إن بعضها تفاقم واشتد بوجود الأنظمة الوطنية المزعومة، لأنها زايدت على الاستعمار في دق الأسافين بين أبناء الوطن الواحد كي تضرب المكونات الاجتماعية يبعضها البعض من أجل أن تعيش على تناقضاتها وصراعاتها، ولكي تبقى تلك المكونات منشغلة يبعضها البعض بدل التفكير بالثورة على رأس الفساد والإفساد في تلك المجتمعات, بينما أن التدافع السياسي في البلدان الديمقراطية يكون عادةً على مشاريع سياسية غير مقدسة..

وهنا نلاحظ ما يحدث في مصر وتونس وسوريا وعندنا في اليمن مثلاً ما يشبه حرب داحس والغبراء أكثر من تدافع سياسي حضاري، وكذلك لنضع في الاعتبار أن تداول السلطة في الغرب لم تستقر إلا بعد أن اختفت الصراعات الدينية والمذهبية والطائفية والقبلية الضيقة، بينما مازال الصراع عندنا وفي العديد من بلاد العرب بين تيارات تأخذ هذا التقسيم، ولا تعترف بحق بعضها البعض في الحكم والسيادة ولهذا نرى هذا الاضطراب الخطير في بلدان الربيع العربي التي دخلت اللعبة ألديمقراطية فوجدت نفسها بين سندان من يريد أن يحكم باسم الدين والعرق والمذهب، ومن يعتبرون أنفسهم أدعياء اللبرالية، وكذلك التيارات الإسلامية وما أدراك ما الإسلامية اليوم، وبناء على هذا الوضع فإننا بحاجة إلى صبر إيجابي أي صبر على المقاومة والمواصلة ونحتاج إلي وقت طويل قبل أن تستقر المجتمعات المنبثقة من رحم ثورات الربيع العربي، وتمارس تبادل السلطة بالطرق السلمية والديمقراطية كما تمارسها المجتمعات الغربية..

ولنأخذ أبرز مثال على ذلك تولي مرسي الحكم في مصر بتأييد من أكثر من نصف الشعب، وكانت الانتخابات حرة، وبحسب قواعد الغرب كلها، وكان حكم مرسي قانونياً بحسب قواعد الغرب، لا بحسب قواعد البلدان العربية.. فقام الجيش- وبدعم من بعض حكام العرب- بانقلاب، وأدخل الرئيس وقادة حزبه في السجون وفرضوا خارطة الطريق وأمروا الكمبيوتر يطلع الفوز للاستفتاء والآن الكمبيوتر سينجح السيسي مع فهمنا أن مرسي وأصحابه لم يكونوا في مستوى المرحلة, فكانوا ضحية لقواعد البلدان العربية المتخلفة ووجد العسكر مناصرين من الشعب المصري..

والله الموفق..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد