وضعنا في اليمن غير مستقر والخوض في التغيير على فكر ونهج الأحزاب والمسئولين الفاسدين والنافذين والمشائخ والتجار وأطماعهم بالمواطنين يكون على نظر هؤلاء من المستحيل، ولأننا دائماً بحضورهم نطالب بالحق فلا يستجاب لنا قطعاً وقد جربناهم وبوجودهم وتوجيهاتهم نساق إلى الموت فلا عذر ولا شفاعة لنا عندهم، الكل مستمرون ومجمعون في تغييب القانون والنظام وبهذا التوجه نعيش أعمارنا وحياتنا معهم ومع بقائهم رعاة لمصالحنا إلى هزات وزلازل تقضي على كل شيء جميل، يستكثرون علينا الأمن والآمان والاستقرار والعيش بسلام ورغم استغلالهم لنا منذ خمسين عاماً ونحن تحت أطماعهم وأهوائهم لا نستطيع أن نحيى أو ننام في ظلهم لأن ضمائرهم ماتت أمامنا ولم نلاقِ منهم سوى ضياع الحقوق والإهمال وعدم الاهتمام وضياع ما نمتلكه من الإمكانيات وكأنه لا يحق لنا أن نعيش مثل الآخرين ينشرون الخوف في سبيل ترك الحلال والبحث عن الحرام بكل الوسائل ويظلون أمامنا هم الصالحين وهم المتميزين في أعمالهم وفيما يكسبونه وفي أكلهم ولبسهم وشربهم ونحن الأكثرية لا يهمهم حالنا أو الواقع أو المصير الذي نحن فيه وما أوصلونا إليه ، يخلطون المفاهيم بالأوهام.
إنها حكايتهم معنا كلٌ منهم صنع له واقعاً غير الذي كان عليه هو ومن إليه يفسدون علينا الأحلام والآمال ولا نحصل منهم حتى على القليل مما عندهم, غارقين في التقدم والرقي ونظل في هم البطون شابعين أو جاوعين مخزنين وشبابنا على الحدود هاربين والبلاد تحت وصاية من يصنعون من أنفسهم أبطال نسوا هؤلاء بأن البطولة ليست لمن يسرقون ويقتحمون القيعان المليئة بالوحل الذي يحتوي على جثث الحيوانات وما بقى من مخلفات الإنسان.
إن الرجولة ليست بمن يحتمي بالمرافقين والسلاح ، ولا لمن يمرر المخالفات بعيدا عن القانون والنظام ولا لمن يحتال ويغش من التجار. إن هذه الأفعال والأهداف وهذه المظاهر لا تمت إلى الرجولة ولا إلى من هو إنسان يخاف الله ويخشى عقابه ولا لمن أراد أن يعتلي ويوجد له مكانة في قلوب الناس ونقول للمتكبرين المتهورين على الآخرين لقد نزع منكم الحياء ولا تستحقون مننا حتى ان نرد عليكم السلام ، معروف أن كل ما فعلتموه وما هو معكم يندرج تحت قانون الحرام والإجرام والنصب والاحتيال والسحت ، من يعيد لنا في اليمن الرشد والصواب لمن هم أشباه الرجال ، في اليمن فساد وعبث وغش ليس له مثيل في بقية البلدان ، الثراء والغناء لبعض المسئولين المخالفين والنافذين والمشائخ والتجار سببه غياب القانون والنظام وضاعت في اليمن على الكثير القيم والمبادئ والأعراف ومن السهل على العصابات والقضاة والعصاة والفاسدين وحاملين السلاح ارتكاب المخالفات وتحمل السيئات ، الفقر والحاجة للضعفاء والمساكين سببه هدر الأموال والثروات والدين الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لتكوين به أمة وفقهاء اليوم جعلوا من الدين فرق وجماعات وباسم الإسلام كلنا مسلمين ، لكننا لسنا على هدى الرسول او الصحابة والتابعين، غش وخداع وحلف اليمين والخوض في الفتن ونشرها ونصفق لمن هو مخالف ولمن معه سيارة ومسلحين والشياطين على قلتهم اخفوا علينا صفات المسلمين الحقيقيين الفاتحين والحافظين للقران والحديث والمتوجهين إلى الله وليس بحسبة وأطماع وأهواء الحزبيين متى نشعر بأن لدينا أمانة وضمير نخدم بها بلدنا ونصون ونحافظ على حقوق المواطنين ، من يخرجنا مما نحن فيه من دمار وفساد المسئولين وكل من معهم مرافقين ، متى تنتهي من بلدنا المشاكل وننتقل إلى البناء والتعليم والزراعة والصناعة والتجارة ونقول الحق وننصح ونصلح بأمانة وضمير بدون عدال .. ولا هجر.. ولا طرح.. ومتى نعيد للعقل اعتباره ومن مواده المكنونة ، تظهر أفكارنا ونسطر الخوارق التي أضاعها القائمين على شئوننا بالرعب والترهيب ونمثل القدوة التي تقدونا إلى المعالي ونطرد الحرمان حتى على من أسموه في بلدنا حقير ، وتتجلى أمامنا الأمم السابقة وأباطرتها كيف انهارت وتحطمت تلك الممالك والدول عندما تركت أكابر قومها يفسدون كيف أصابها الانحطاط عندما سكتت على تصرفات شرارها ، متى نصل بعقولنا إلى التبصر والحكمة وحسن الاختيار ونزيح من بلدنا الجهالة ومن ينشرون الفساد من بيننا ونعيد لأحاديث الرسول وللتاريخ وللحضارة التي سطرها الأجداد اعتبارها ونمحو ما نحن فيه من تخلف ومن بيده القدرة يصنع المعجزات ، إننا في أمس الحاجة إلى كل إنسان لديه أمانة وضمير ومن لا يأخذون حقوق الآخرين بحجة الحماية والتحكيم للمستثمرين والمغتربين وخلق المشاكل للمواطنين ، متى يعود الرشد والصواب في اليمن لمن يتصارعون على حكم البلاد وعدم الاقتراب من الشبهات والحرام ، من هو القادم الذي يؤمن بالحق ولا يستسلم لرغبات النافذين والمخالفين ، إن علامات المتعلمين أمامنا اليوم هي الأطماع والأهواء وهي من يهتدون بها على شئوننا والتلاعب بحقوقنا ومشاعرنا ونشر الرعب والخوف في نفوس المواطنين متى يتم معالجة هموم الفقراء والرفع من مستوى معيشتهم عكس الطريقة والأسلوب الذي يقوم به ويتبعه اليمنيين في الضمان الاجتماعي أثناء البحث عن طريق المشائخ والنافذين والعقال الذين لم يسلم على أيديهم حتى الضعفاء والمساكين لابد من البيع والاستقطاع والخصم حتى على الفقير وفي بعض الأحيان يتم تسجيل الأغنياء ، يا أيها النافذين والمخالفين عليكم اللعنات يكفي نهب وقراح ويكفي تفجير ويكفي عبث واحتيال على المساكين ويا مسئولين أعيدوا لشخوصكم القيم وأعيدوا الضمير والأمانة لا بارك الله فيكم ولا بما جمعتم من العمولات والرشاوي ، لقد خنتم الأمانة في سبيل المصالح الخاصة وتركتم عامة الشعب في حالة العوز والحاجة والبحث عن المتطلبات الضرورية يوميا ونحن في هم الصبوح والغداء والعشاء إلى جانب هم الكهرباء والماء وطفح المجاري وننتقل بعد ذلك إلى هم الديزل والبترول والغاز وارتفاع الأسعار وقتل للإنسان ما بين ساعات الليل والنهار ، متى نكون أو لا نكون وتكون اليمن هي اولا ويكفي المخالفين والنافذين ما تأخر علينا من التطور وما مضى علينا من الزمن والتأخير ، من يستمع الى ما يعانيه الناس في هذا البلد ؟ من يستبق الأحداث من الأحزاب والجماعات ويتصالح مع هذا الشعب ؟ من يضمم يديه عن المحرمات والحرام ومن يكف مسلحيه ومناصريه عن مؤذاة المواطنين ، الوظيفة تكليف وليس تشريف وفي بلدنا الوظيفة والميدره وسيلة للارتزاق في كل مرافق الدولة وخاصة في المحاكم وفي أقسام الشرطة وفي النيابات والأشغال والضرائب والواجبات ، الوظيفة يقابلها المرتب وبالمرتب يكون الموظف يؤدي الواجب الذي عليه ، لكن تصورات الموظفين عندنا ان الوظيفة ليست واجباً بل منه وهي فرصة لن تتعوض وربما لن يستمر فيها واقع يستدعي تفعيل الأجهزة الرقابية والاستخباراتية وكل وسائل الثواب والعقاب وكشف كل المخالفين والنافذين وتقديمهم للعدالة دون محسوبية أو مجاملة لكي تحيى اليمن ويسلم ويأمن ويعيش بحرية وكرامة وعدالة كل من فيها ويعود اليمن السعيد سعيداً إن شاء الله في القريب العاجل.. اللهم آمينٍ.
محمد أمين الكامل
الشعب ما بين قوة المخالفين وأطماع النافذين 1357