من سيحاكمهم على دمنا، أم هل أدمنوا رؤية الضحية ثم تحول المشهد إلى ولادة بلادة ثم من مشاركة بصياغة أدوات قتل بشرية من أصابعنا!!
في دراسة قامت بها امرأة أعلنت أنها ستقف دون حراك لمدة ساعتين مهما كانت الأفعال التي تتلقاها.
كانت السخرية منها بالمشاهدة ثم بدأ التحرش بها بالوخز وبعض الأفعال مروراً بالضرب انتهت الساعتين كانت بها شبه عارية يتقطر الدم يصبغ ما دون أنفها!!
هل دلالات ذلك ينعكس علينا؟
لم يبدأ استعراض دمنا منذ لوّن التتار مياه فراتينا, فالغازي بسيفه ذاته برق دمنا فيه حين غزوناه بفكرنا فأسلم ولم يبدأ في الغزو الصليبي وحروبه الطويلة لأن قداسة النبل والعقيدة التي كانت سلوك الناس غزت قداسة" طوطمه "وأيقظته من قداسة" الطوطم" الذي كان الطغاة يكنزون من دم الذبح ترف بريق الذهب وبقداس الوهم يبنوا قصورهم ومجدهم ويجندون عبيدهم الذين شيدت حجارة قلاعهم من عظامهم!!.
بدأ الغزو الحقيقي في الاحتلال الصهيوني الذي لم يواجه برد فعل الضحية الصارخ بقوة الحقيقة وكان الظن بالظاهرة الصوتية الخطابية للأنظمة واحتواء اللاجئين المنكوبين بالخيم والطحين, وكان أثم الظن بالاندثار جهلاً في تفكير العدو الشقيق أشد إثماً من جريمة اغتصاب الأرض التي بأقصاها هي العرض وأول الإيمان إذ أن فيها القبلة الأولى وكان الصخب الإذاعي والخطابي الذي ليس إلا أنيناً بل تأسفاً أسست عليه أنظمة دولاً رخوة لطمس الهوية والذوبان لفئة المخيمات التي توخز فيهم بالسفح والذل, ولما تحولت المخيمات المسترزقة إلى بريق وعد برعد بغمام يمطر نداءات بالثورة والحرية والوعي والإيمان بماهية أن تكون, وعندما صارت الحاضنة المصدومة بقيودها ومصيرها تزرع رياض الكفاح التي أمطرتها تلك السحب, صار لا بد من الخلاص منهاو خاصة وقد استحالت الثورة إلى مدى الجماهير العربية العريضة تهز فكر استقرار الأنظمة المالكة والمملوكة وتوحد فراش الفلسطيني بفراش أخيه المضيف في الزنازين موصوماً بالتدخل في شؤون لا تعنيه وهو الذي ليس إلا ملفاً في إدارات الشؤون الاجتماعية في حين أن العدو صار يعبث بكل طيشه بسياساتهم وأمنهم وكرس فرق مخابراته بغزوهم في عقر دارهم وغزت فرقه أرضهم ونفذت جرائم القتل والاغتيال وشكلت خلايا ومحطات للعملاء وغزت المناهج والإعلام, فتفتق العقل الموصول بالخداع عن غطاءه الذي ارتفع عنه لتزكم رائحته أنوف المحكومين الذين ارتدوا عنه لماء النقاء والكرامة والتطهير والتحمت العداوة بالعداوة والضحية بالضحية وأعيد تشكيل الخنادق فصار العدو الصهيوني كياناً جاراً وحدودهم تحولت من حدود دول المواجهة إلى دول الطوق وصارت حدود دول مع صديق تلزمها بالسلام والتعايش وصار لا بد من إلقاءنا ونحن على مرتفع الأكمة إلى الظلمات خلفها لأن وجودنا في القمة ينعم عليها بمشهد الأفق واسعاً بالمدارك فصار العسف والعصف علينا عيشا وتعليما وأمناً وإقامة ومطاردة بكل ما يحيل حياتنا كمن يريد أن يلتقط قمحه بالمرور برأسه من خرم إبرة أولاً ولم يتقلص الحلم والإيمان ولما أكلت العثة ورقة العهد مع الصهاينة وبرز المؤمنون بالمقاومة فصار لا بد لهم من إلقاءه في الأصقاع خارج حدود الأمن والسلام..
لأنه شقيقهم.
عدوه صديقهم ,
خوفاً على مشاعر الصديق,
رموه في قارعة بلا طريق!!.
وزاد المشهد وضوحاً حين حمل العم سام شعلة الحرية بزيت الطوائف المنهزمة من أندلسها لتحرق ذاتها في بلاد التنوير في بغداد وتنوع القتل والفلسطيني هناك هدف من ضمن الأهداف التي أصابها العم سام فأسقط سرب عصافير بحجر واحد وتشرد المشردين إلى حدود العرب الذين فتحوا صحرائهم له بسخاء.
أما الاطار الفلسطيني المسؤول فإنه تداعى إلى موائد المفاوضات وللمشردين موائد رمل الصحاري العربية حتى تحنوا عليهم دول الصقيع وتأخذهم لعل جمرة الهوية الفلسطينية المتقدة فيهم تجمد, لكن ذاك امل إبليس في الجنة فلم يتجمد دم اللاجئ في صقيع بلاد الجليد:-
ولنا أن نعود,
ولو من منافي,
في الإسكندنافي,
ولو من برازيل ,
أو من تشيلي !!
ولو من حدود خير خلف,
لأسوأ سلف.
وما تلك التجمهرات التي يعدها اللاجئون هناك إلا دلالة على خيبة الواهمين الظانين بدهاء مخططهم.
ثم لأن "تشطير" فلسطيني العراق قد تم فلا بد من تعميه وهو ما حصل في مخيمات سوريا التي عاش فيها أضعاف اللاجئين الذين يجرب بهم كيمياء " التشطير" كحال إخوانهم من العراق.
وفي خضم التغيير والثورات المطالبة بالحرية ما حصل منها وما زال لم يعد يأتي المرابطون ولا المشتتون في المهاجر نبأ من سبأ التي امتدت من المحيط للخليج إلا نبأ الفأر الذي يقضم السد وكانت عاملاً مضاعفاً بالنزيف عما نزفه الشباب ونزفت لأجلهم النساء والأطفال والشيوخ.
وما تغير منها وما اقترب في التغيير أو هو يقوم ويشرع غيّر كل شيء إلا في قوانين الاستبداد والطرد للفلسطيني فتلك قسمة أخرى لم يقسمها بعضهم ولم يدركها بعضهم وما زالت قوانينهم تمنع الفارين من الفناء حصاراً وقتلاً وحرقاً في ملجأهم الأول في سوريا من العيش عندهم ومازال قانون "شطروهم" في بلاد الصقيع ساري المفعول وما زال قانوننا هو العدة والاستعداد والإيمان والأمل ووالله لن يروا نور الحرية ولا حتى الكهرباء إن لم يكن زيتهم ينير مصابيح الأقصى.
ناصر أبو الهيجاء
فاصل ثاني وسنعود!! 1095