لم يمر على تعز يوم أشد وأسوأ من يوم التاسع العشرين من مايو عام 2011.. ففي هدا اليوم سكب علي صالح حمم حقده الدفين على تعز وأبناءها بشكل وقح يشبه إلى حد كبير حادث الأخدود.. التي ذكرها الله في القرآن أو محرقة "الهولوكوست" لقد أحرقوا فيها الخيام ونهبوا الممتلكات وسرقوا المحتويات.. لم تسلم منهم حتى الشجر والحجر.. لقد أرادوا من وراء ذلك ليس القضاء على الثورة وتفريق الثوار, إنما أرادوا استئصال الوهج الثوري والإشعاع الحضاري والألق الثقافي والإبداع المتميز الذي ظهر به شباب تعز و فتياتها وأثبتوا أنهم رواد الثقافة ومنبع الحضارة ومكان التمدن, لقد اردوا أن يتخلصوا من تعز فهم لا يردونها تكون حرة واعية مثقفة.. بعد اكثر من ثلاثين سنة من العمل الممنهج على إضعافها وإضعاف روح التغيير والحرية فيها.
ذكرى الوحدة
الذكرى الرابعة والعشرون لتحقيق الوحدة؛ هي الذكرى الأولى للوحدة الحقيقية, فنحن أمام مرحلة جديدة مرحلة اليمن الاتحادي والدولة الاتحادية التي سوف تنهي المركزية التي كانت تشكل عائقاً من عوائق التنمية المحلية؛ لذلك يحب علينا أن نكون بمستوى الطموح ومستوى التحدي وننسى الماضي و ونظر للمستقبل, فالماضي أيام قد ذهبت والمستقبل هو الحياة القادمة..
إعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990 كان حدثاً تاريخياً عظيماً, لكن للأسف! القيادات التي كانت السبب في إنجاز هذا الحدث لم تكون بمستوى الحدث, فقد كانوا صغاراً جداً, لم يدركوا حجم الإنجاز الذي حققوه, لذلك أضاعوا المجد وخرجوا من التاريخ من أضيق أبوابه "إن الله لا يصلح عمل المفسدين".. لم تكون النية خالصة لله, بل كان الهدف تحقيق مصالح شخصية آنية ليس مصلحة الشعب اليمني..
رفض المحتل
ذكر احد الباحثين في شئون الوحدة اليمنية أن بريطانية قبل خروجها من عدن اشترطت تسمية عدن والمحميات التابعة لها بجمهورية الجنوب العربي, إلا أن أبناء عدن بمختلف شرائحهم رفضوا هذا الشرط رفضاً قاطعاً وأصروا على أن عدن والمحميات التابعة لها جزءٌ لا يتجزأ من اليمن.
واليوم بعد أكثر من خمسين عاماً جاء مجموعة من الانتهازين يدعون إلى ما كانت تريده بريطانية تحت ذريعة الانتصار للجنوب وقضايا الجنوب وكأن الجنوب لن ينتصر إلا بتحقيق ما كانت تريده بريطانية..
الحوثي والقاعدة
الحـوثي وأتباعه يقولون إنهم يحاربون أمريكا وإسرائيل.. والقاعدة وأنصارها يقولون إنهم يحاربون أميركا وإسرائيل. لكن الحوثي يؤيد أميركا في حربها ضد القاعدة. والقـــــاعدة تحرّض أمريكا ضد الحوثي. وهذا شيء عجيب غريب ما قدرت أفهمه ولا استوعبه, المنطق العقل والواقع يقول لما يكون هناك اثنان لهم عدو مشترك يتحالفون ضده, لكن معادلة الحوثي والقاعدة كسرت كل قواعد المنطق وحطمت كل حقائق الواقع.
الثورة الشعبية
لقد أعادت الثورة الشعبية الاعتبار للوحدة وأنهت مشروع" الضم الإلحاق" من خلال وثيقة مخرجات الحوار الوطني التي أسست لبناء يمن جديد و دولة جديدة قائمة على الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية وأنهت هيمنة مراكز النفود و أصحاب المصالح وطوت صفحة الماضي وفتحت صفحة جديدة عنوانها" الحب والتسامح والحرية والعدل والبناء", ووضعت اليمنيين أمام فرصة تاريخية لتحقيق تطلعاتهم وأحلامهم التي ناضلوا من أجلها منذ عقود من الزمن في بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة..
تيسير السامعى
حادث الأخدود.. 1218