مفاهيم عظيمة ما أحوجنا أن نقتدي بها إذا قلنا" أمة وسطى" وقلنا "خير أمة" لنكن بذلك شهداء على الناس, أي نشهد على ظلمهم أنفسهم وانحرافهم عن مفاهيم الوسطية, نشهد على هؤلاء جميعاً، ونكون سباقين باعتزازنا وتمسكنا بديننا وفي جميع شؤون حياتنا، وذلك منتهى الكمال الإنساني الذي يعطي كل ذي حق حقه، فيؤدي كلٌ منا حقوق ربه الواجبة عليه وحقوق نفسه وأسرته ومجتمعه ويكون الرسول عليكم شهيداً لأنه قدوتنا في الوسطية.
الواقع الحالي يشهد بأهمية الوسطية وهناك مثال؛ التهور لبعض الجماعات الإسلامية التي تنتسب إلى الإسلام ونحن كلنا مسلمون وهناك جماعات تنسب إلى الإسلام لها سلوكيات متطرفة ومتهورة بعيدا عن الوسطية أثرت على أمن دولها وكانت العذر للتسلط الدول الأقوى على الأضعف, هذا ما أسفرت هذه التهورات وأثمرت في هذا الوضع الحالي الذي يشهده العالم العربي والإسلامي واليمني خاصة غير مفاهيم التشتت والرؤية الضيقة ومن اتخذوا شعار" من ليس معنا فهو ضدنا", حيث نشأت كهذه المفاهيم عند غياب مفاهيم الوسطية.
إذاً من خلال الواقع؛ إذا استقر ندرك أهمية الوسطية, أما إذا جئنا إلى الإسلام فنجده يهتم كثيراً بمفاهيم الوسطية من الحديث الثابت عن رسول الله" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غداً"، إذ ربط بين الروح والمادة والدنيا والآخرة وفي أية قرآنية أخرى" ولا تنسى نصيبك من الدنيا", سبحان الله ربط عظيم بين الدنيا والآخرة, انه تجسيد إلهي في كل مفاهيم الوسطية
حيث قال علماء التفسير" إن الله جعل أمة الإسلام أمة وسطى لأنهم ليسوا من أرباب الغلو في الدين وليسوا أيضا من الذين يتركون دينهم أي لا إفراطاً ولا تفريطاً.
وهنا قصة يذكرها الشيخ سفيان الأوغندي كيف أن اليمنيين لهم الشرف في دخول الإسلام إلى أوغندة وإلى بقية البلدان الإفريقية, قال" فالإسلام جاء بمفهوم وسطي ومفاهيم اليسر ولكن تلك الجماعة فهمت الإسلام بمفاهيم ضيقة, فقد فهموه فهما متشدداً.. فعندما اسلم ملك أوغندة قالوا لا يصح إسلامك إلا بالختان مع أن الختان سنة إذا أشهر الإنسان إسلامه لله انتهى الموضوع، فكان من الدستور الملكي في أوغندة حينها ينص على أن خروج نقطة دم من ملك تسلبه المُلك, فقال لهم: أنا إذا اختتنت خرج دمي وإذا خرج دمي تسلبوني ملكي, قالوا لا نجد لك عذراً، لاحظوا التشدد فجاءته الإرسالية التنصيرية في حينها فدخل في التنصير.. الآن المسلمون في اوغندة٦٠%و٤٠%نصارى وفيها حكومة بروتستانتية تؤذي المسلمين".
ما يبدو من تلك الجماعة اتخاذهم احد الكتب سبيلاً لهم دون غيره وهذا خطأ, حيث قال أهل العلم في ذلك" من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه".
ونحن ندعو الشباب إلى الإلمام والاطلاع والقراءة في كل الجوانب, حيث لا نتمسك بكتاب غير القرآن والسنة.
أما الإسلام فقد جمع بين أكثر من جانب؛ الروحي والمادي ودين ودولة، بينما أصبحت اليوم أزمتنا هي الفهم بالوسطية والأمة بحاجة ماسة إلى أن تربي نفسها على هذه المفاهيم والإسلام هو دين يسر "وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ " ومهما تشدد الشخص أو جماعته ستجد الدين يغلبه, فعندما يكون الإنسان متشدداً يكون الدين مكروهاً ويُرفض هذا الدين كما جاء في الحديث الثابت عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- " عندما سُئل أي الأديان أحب إلى الله تعالى يا محمد؟, قال الحنيفة السمحة السهلة بمعنى الدين السهل ويقول الله في كتابه "وما جعل عليكم في الدين من حرج ملِّة أبيكم إبراهيم".
محمد حفيظ
من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه 1372