لا شك أن التنافس السياسي والمذهبي والفكري والرياضي والمحوري وغير ذلك من أمور الدنيا التي لها شرعتها ولها منهجها ونهجها ومداها ومستقرها.. كل يجتهد ويعمل من أجل التسويق والدعوة ونشر الفكرة من خلال تلك البرامج والاستراتيجيات والمخططات والأهداف التي تخلق تنافساً وتسابقاً إيجابياً في إطار المرجعية القومية والعربية والإسلامية الأصيلة التي تعتبر الهوية والعنوان لنهجنا وسلوكنا وتصرفاتنا كعرب وكمسلمين وأصحاب رساله وتضحيات وفتوحات ومعالم إنسانية وأخلاقية ومصداقية حقيقية تترجم من خلال حياتنا الاجتماعية والسياسية وغيرها من الفرضيات التي لاسيما نتخذها في مختلف المواسم والمناسبات والمشاركات الميدانية وخصوصاً فيما طرأت على الأمة اليوم تلك الوسائل الإعلامية من صحف وصفحات ومواقع وقنوات فكان من المفترض أن تسخر مثل هذه المتراجحات في الاستعراض والتباهي وسرد المنجزات والتعريف ونشر السلوكيات والإيجابيات التي تخدم الأمة وعلى نموذج التنافس البطولي والرجولي وعن جداره في مختلف الجوانب الحياتية.. فعلى هامش تلك المفارقات وتلك الحقائق والمقارنات.. تبدو الصورة مغايرة تماماً وخاصة عندما تحاول اليوم بعض القوى الوضعية والمحورية والمتسلطة والديكتاتورية ربما في مختلف البلدان العربية التي لا تعترف إلا بذاتها ولا تؤمن إلا بنهجها ولا تعترف حتى بجهود ونضالات وتضحيات الأخرين, فكان عاقبة أمرها تضليل وإقصاء وإخفاء ومصادرة الحقوق وذلك خوفاً على معاقلها وعلى ملكها وزعاماتها وكراسيها المتهالكة ومصالحها وثرواتها التي سلبوها من خيرات شعوبهم.. فمن أراد أن ينافسهم فهو عميل.. ومن حاول أن يناقشهم ويناصحهم فهو خائن.. ومن ناضل وسعى وأجتهد ووصل إلى الحكم فهو يهدد الأمن القومي.. فأصبحت الأوطان لا تليق إلا بأسمائهم.. والأعلام والأناشيد الوطنية لا تصلح إلا لأحزابهم.. فمن تكلم ومن تغنى ومن رفع العلم فهو يريد السلطة.. ومن تحزب وأنخرط في العملية الديمقراطية فهو يريد ويطمع في السلطة.. ومن تخلى عن الديمقراطية وعن البحث عن السلطة فهو تنظيم إرهابي ومرتزقة.. فمثل هذه الثقافات الدخيلة والتي أصبحت تمارسها اليوم بعض القوى وعلى لسان حالها وعلى نفقة أمرائها وزعمائها ومُلوكِها وإهدار وقتها وسذاجة ثقافتها وعلومها وإعلامها وعلى هامش الإشفاق عليها من جنون الكراسي.. ومن صرع الإعلام.. ومن الانحطاط.. ومن العهر.. ومن فقدان الأحاسيس والمشاعر والمسؤوليات.. فمن خلال هذه المتغيرات وحتى لا ننتقص ونصادر حقوق الأخرين كان ينبغي على تلك القوى المقلدة والمراهقة والمخرفة والكاهلة والبائعة بالدين.. كان يجب عليها أن تدرك عندما تحاول وعندما تناور وعندما تحرض وعندما تشوه وعندما تنسف حقوق الأخرين وعندما تجعل من حزب الإخوان أو جماعة الإخوان بعبعاً وكابوساً تخوف بها أتباعها وتخدع بها ضعفائها وأنصارها وخصوصاً عندما فقدت صوابها وتخلت عن مهنتها ومبادئها ودورها وعملها ومسؤولياتها الإعلامية والسياسية والوطنية والأخلاقية والإنسانية والكونية حتى وصلت إلى إلصاق كل مصائب السماء والأرض والحياه واختلاق وتلفيق الأكاذيب ومحاولة تظليلها وعلى أنها من أعمال ومن أفعال ومن أسباب ومسببات الإخوان..
فهل يا ترى ماذا ستجلب تلك القوى من تحريضاتها وحربها وتشويهها ضد الإخوان, سوى الترويج ولفت الأنظار والتسويق للعامة باسم الإخوان.. مهما كانت هناك من أخطاء ومن خروقات وتجاوزات ومن مؤامرات محلية وإقليمية ودولية تحاك ضد مشروعهم, فلم تزدهم تلك المؤامرات والتعسفات والابتلاءات إلا نوراً على نورهم ولمعاناً على بريقهم ومسكاً إلى عطرهم وكساءً إلى لباسهم ونصراً إلى نصرهم.. مهما حاول الملوك ومهما حاول الطغاة والحاقدون والمغرضون والحاسدون أن ينتقصوا أو يشككوا من نضالاتهم ومن تضحياتهم ومن حصاد ثمارهم.. لأنهم أصحاب مشروع وأصحاب حق وأصحاب رساله قومية عربية تقف أمام العملاء والأعداء طال الزمن أو قصر.. والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
وكان حصاد ألسنتهم..إخوان !! 1212