فقه الخطأ.. فن يتخلص به المخطئ من انحرافه ليعيد في تحركه الأمور إلى نصابها، وليس عيباً أن يقع الخطأ، لكن المصيبة أن يستمر من يكتشف الخطأ في السير فيه منحرفاً عن الصواب وقياداتنا في كل مؤسساتها وقعت في خطأ التدمير لكيان الشعب اليمني عن علم، بعد اكتشاف كل أخطائها وتصر على ارتكاب الجريمة والإصرار على تفكيك كيان الأمة ونشر جرع الجوع والبطالة، والتخلص من كل الكفاءات الوطنية وتغفل بإصرار مواجهة الجماعات التي تسعى لتفكيك اليمن إلى أتونات هزيلة.
إن سلوك الدولة بكل مؤسساتها بالسير بطريق الخطأ الذي شقه لها خصوم اليمن في الخارج وينفذه خصوم الشعب في الداخل طلباً لمصالح ذاتية ليس للشعب فيها أي مصلحة، ليست خاصة بالحكومة بل على كل شعبنا إدراكها وعلى الأحزاب السياسية وخاصة المؤتمر والإصلاح والاشتراكي أن يكشفوا عن اللعبة، قبل أن تحيق بهم اللعبة السياسية التي يتصورون بأنهم سيلعبونها، فالطوفان إذا جاء فأول من يغرق فيه من يقول "سآوي إلى جبل يعصمني من الماء". فالمؤامرات تكون على القوي قبل الضعيف، وكيان اللقاء المشترك والمؤتمر كحزب واحد، سوف يغرقون في الطوفان إذا لم يجتمعوا ويستجيبوا لدعوة نوح عليه السلام.
إن ما يدور في اليمن ليست خاصة بطرف دون آخر، بل تفرض على الجميع تقييم كيان الدولة ومؤسساتها وتدرك محل الخلل، لنعمل جميعاً لتخليص شعبنا من الطوفان الذي تفجره الدولة لتغرق شعبنا، ولندرك أن الثورة اليمنية إذا انهارت ومزق تمسكها واختل توازنها فإن الحروب ضد الوطن ستتوسع لصالح تجار الحروب الطائفية والمخابراتية والعنصرية المناطقية ولنعرف جميعاً أن طريق الإصلاح والخلاص يكون بان نكون يداً واحدة ضد الاختلالات، ولنكن شعباً مؤمناً كما وصفنا رسولنا؛ نرسخ عقيدتنا ونبني شعباً يقوم على الولاء لدينه ولأمته ويؤمن بوحدته ويعمل لاقتلاع الفساد من أساسه، وهذا لا يضر الحكام بل حو ما يجب أن تتبناه الدولة كي ترفع عن الأمة الخطر وتتخلص من فساد الفاسدين وتبتعد عن نتائج مؤتمرات لم يتجاوز تدوينه في وجه صحائف سودت به بياضها.. والله غالب على أمره..
د. عبد الله بجاش الحميري
متى تفقه قيادتنا أخطاءها؟ 1238