لا شيء يدعو للتفاؤل في هذا البلد.. الرؤية غير واضحة الملامح وتزداد قتامة..
كل نوافذ الأمل والانتظار لا يدخلها أيّ ضوء.. ليس غير الغبار المحمل بحبّات الظلام هو ما يأتينا من تلك النوافذ..
حتى إضاءات الأمل التي يطلقها الرئيس هادي بين الحين والحين في خطاباته في أن القادم أفضل تذهب رذاذا وتصطدم على صخرة واقع أكثر تعاسة وتتكسر على يد مافيا النهب والفساد في الداخل وأخطبوط المصالح الإقليمية والدولية التي تريد أن تتشكل عجينة وطن ما بعد الثورة على" إكليشة" مصالحهم وأهدافهم في هذا الوطن وفي المنطقة بشكل عام..
"يا علي ارجع ارجع.. إحنا كنـّا ندلع"
عبارة سمعتها في الشارع من أحد المارة.. والسؤال هنا: هل يُراد لهذا البلد أن يصل إلى حال يعلن الشعب فيه أو من خرجوا منه إلى الساحات في ثورة 11فبراير استسلامه وندمه على القيام بتلك الثورة.. وأن الماضي كان أجمل..
ما هو أكيد؛ أن هذا هو أحد أهداف هذه الحرب المسعورة على البلد ومحاولة إضعافه إلى جانب تنفيذ أجندة لبعض الأطراف داخلية وخارجية ومحاولة الضغط على الدولة لتمرير أو إيقاف قرارات معينة كابتزاز واستغلال رخيص.
صحيح أن هذه الحرب الممنهجة – بجانب الضخ الإعلامي - استطاعت أن تؤثر في الكثير من أبناء الشعب خاصة العوام منهم وحتى البعض ممن خرجوا للساحات كثوار وجعلتهم يتذمرون من هذا الوضع..
لكن الصحيح أيضا أن هناك الكثير من الثوار والواعين لم تنطل عليهم هذه اللعبة فهم على اطلاع بالوضع وبالظروف الحرجة التي تسير في ظلها الحكومة..
وقد عبّر الكثير من الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي عن ذلك برفع شعارات من قبيل ( لن نندم ) وغيرها..
لكن ومع هذا كلــّه يظل السؤال عالقا في أذهان الشعب– والدائرة تضيق عليه – إلى أين نمضي؟.
وإلى متى سيظل الشعب مرتهنا ويرزح تحت سواطير المناكفات وهوس الانتقام بعد أن عاش عقوداً تحت وطأة الفساد ونهب الثروات وغيرها من الجرائم التي هشمت مفاصل الدولة وشوّهت الإنسان في داخل المواطن اليمني وجعلته يلهث خلف لقمة عيشه ويكابد مشقة الحياة في هذا البلد.. مرة أخرى إلى أين نمضي ...وإلى متى؟!..
شـــــُـــــــــــــرفة:
إلى أين نمضي؟!
وكل الدروب تشيخ
بوجه المياه
وتلبس لون المقابر
وطعم الخناجر
وصمت التراب
فكيف نسافر
وحول قوافل أحلامنا
خريف قديم
مازال يلبس ماضيه
ويشرب من نخب حزن
القــــمر
ويغري الشتاء ليرجع
عن صمته
ويوغر صدر الطريق
لتـنسل من تحتِ
أقدامنا..
وتـهوي بنا
وصدر الرياح لتذرو الظلام
على صبحنا
ورغم ابتسام الربيع
مازال يلبس ماضيه
في وجه أزهارنا
ويمشي ..
برجلٍ
وعين
ولؤم
خريف قديم
بقايا خريف..
جلال الحزمي
إلى أين يا وطني؟! 1517