لقد أرادها الشعبُ اليمني (وحدةً) مقترنةً بالتعدديةِ السياسيةِ والحزبية , فاختزلوها إلى (واحدية) تنفي الآخرَ(اليمني) وتحرمه من حقوقهِ وحرياته!..
نعم .. لقد نَّبهناهم بأن الوطن اليمني لم يعد يحتمل الفساد والاستبداد و الوحدة في آنٍ واحد , فردوا علينا , بأن الوحدة " راسخة رسوخ الجبال!.
ذكَّرناهم بأن الواقع المجتمعي لم يعد مهيأ لقبول الوحدة من دون ديمقراطية ؛ لأنهما أصبحا وجهين لكيانٍ وطنيٍ ديمقراطي واحد , فأصابهم الغرور , بل العمى السياسي؛ فردوا بقولهم : " إنَّ الوحدة خطٌ أحمر"!.
حذرناهم منذ زمن , بأنه " لا وحدة مع استبدادٍ وفساد , ولا ديمقراطية مع تجزئةٍ وفك ارتباط " , ولا يزالون مصابين بالصمم السياسي!.
يا هؤلاء: لقد اتكأتم كثيراً على شرعيةِ الوحدة ؛ فقد استنزفتم مخزونها العاطفي لدى أبناء شعبنا , وشطرتموهم نفسياً وهويةً , دون الانتقال إلى شرعية الانجاز والأداء, فقد حرمتم شعبنا من خيراتِ وحدةِ الوطنِ اليمني المرجوة , وحقه في حياة العزةِ والكرامةِ والسؤدد!.
ختاماً:
اعلموا أننا مع الوحدة في إطار دولة اتحادية تكفل لجميع اليمنيين واليمنيات تمتعهم بحقوقهم وحرياتهم , وتدفعهم لأداء واجباتهم .
مرحباً بالوحدة في إطار التعدد , مع الاعتراف بالآخر, من دون "خطوطٍ حمراء", أو تقديسٍ وتبخيس, أو تقزيم.
كلُ عامٍ والوطنُ اليمني وأهلهُ بخير..
د. محمد الظاهري
وحدةٌ من دون تقديس أو تبخيس!! 1491