كنا مجموعة يمنيين من مختلف المحافظات، فقط السوَّاق ومساعده من جنسية أخرى "أتراك".
بعد أن وصلنا الحدود السعودية وبدأ الباص بالاتجاه نحو المنفذ اليمني وقف رجل كبير في السن ينادي:" يا لله يا جماعة كل واحد يجيب عشرة ريال سعودي نعطيهم للموظفين في المنفذ اليمني".
تخيلوا معي هذه الصورة العجيبة والمؤلمة؛ مجموعة معتمرون عائدون للتو من بيت الله الحرام ويفترض أنهم هناك تطهروا من ذنوبهم ومعاصيهم وملأوا قلوبهم إيماناً وحباً لله تعالى.
شعرت وكأن الأمر مثل امتحان بسيط ومفاجئ وضعه الأستاذ للتلاميذ على حين غرة حتى يختبر ذكائهم ومستوى فهمهم للدروس ومع أني بقيت صامتة طوال الطريق على مضض, حين كان الكل يتحدث بتهكم وسخرية عن المسؤولين في الجانب اليمني من الحدود بسبب أنهم يأخذون الرشوة وكيف أنك اذا ما وضعت في يد أحدهم العشرة الريال السعودية السحرية يسمحون لك بالعبور بكل سهولة مهما كنت تحمل في حقائبك.
التفت إلى الرجل وقلت له: "يا عم الله يرضي عليك أنت راجع من عمره, فكيف ترشي والرسول عليه الصلاة والسلام لعن الراشي قبل المرتشي؟".
أجاب" ايش نسوي يا بنتي مضطرين وإلا بايماطلوا ويأخرونا بدون سبب".
لكن في الحدود السعودية أخرونا ست ساعات بدون سبب وبمنتهى العنجهية والقسوة مع أننا مجرد معتمرون ومع ذلك لم يحرك أحد منكم ساكناً ولم يجرؤ احد على الاعتراض حتى.
فماذا علينا لو صبرنا وتحملنا بعض العناء ونحن على حدود بلادنا بدل من أن نختلق لأنفسنا الأعذار ونفتي ونبيح عمل هو من أصل الفساد بل هو الفساد بعينه
الحمد لله بعد جدل اخذ بعض الوقت أعاد الكل نقوده إلى جيبه.
أما آن لنا أن نتقي الله ونبتعد عما حرم في حياتنا ومعاملاتنا اليومية ونعلم أن الله سبحانه سيعاقب كلاً على عمله صغر أو كبر ولن ينفعنا حينها أن نلقي باللوم على حكومة أو مسؤول. نحتاج فقط في أن نثق بأن كل شيء بيد الله سبحانه وأنه وحده لو توكلنا عليه حق التوكل لسهل لنا كل صعب وفتح لنا كل باب وقضى كل .
ألم يقل سبحانه" ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا" صدق رب العزة..
جواهر الظاهري
ملعون الراشي!! 1344