فراعنة مصر الكبار عليكم منا التقدير والاحترام ، لقد خلدتم ببناء الأهرامات مصر والمصريون وخوفو وخفرع ومنقرع يحترمهم العالم ولربما زاركم أكثر سكان الكرة الأرضية.. رفعتم اسم مصر وأهلها في كل بقاع الدنيا وفراعنة اليمن الصغار في هذا الزمان ممن ملكوا القصور والأموال- مسئولين ووزراء ومحافظين وقادة وتجار ومدراء ومن استغلوا مناصبهم- وهم معروفون في كل محافظة ومديرية ، دعواتنا عليكم في الليل والنهار بالسخط والغضب ، لقد خلدتم بقصوركم التي بنيتموها وهي شاهد عيان في كل المدن والقرى في القمم والتباب والقيعان والوديان وبجمالها ونحتها ونقوشها وتحفها وورثتموها لأولادكم فقط ضاعت في سبيل ذلك التوجيه علينا الملايين والمليارات من الدولارات وشعبنا ما بين مغترب ومتسول وشحات وحرمنا بسببكم من أبسط المقومات ولم نجنِ من قصوركم كشعب سوى الحسرة والندامة على ما نهب وسرق من ثرواتنا ولعناتنا سوف تلاحقكم أينما كنتم في حياتكم وموتكم وبيننا وبينكم الله جل جلاله من لا تخفى عليه خافية يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور..
كانت قبلكم مجيئكم القلوب مؤتلفة والرحمة موجودة وكان سهلاً علينا حين ذاك القيام بالواجب والمطلوب واليوم وفي ظل سياستكم وتواجدكم تباعدت قلوبنا وهي الطامة التي تفرق على إثرها اليمنيون بسبب أهواءكم وقيادتكم إلى شيع وأحزاب وجماعات وهذا ما ضرنا وعمقتم الفرقة بيننا والاختلاف بسبب سوء إدارتكم وحبكم في السيطرة على الحكم والتسلط علينا.
لقد فقدنا بسببكم الإخوة والمحبة والأمن والسلام ، لقد تحملنا الأعاصير وفوران البراكين وتحطمت أجسادنا أشلاء وخضعنا لقوة ووحشية الوحوش منكم ولابد من أن نصنع الوسائل لمواجهتكم ، لقد أثبتت الأحزاب عجزها للوصول بنا إلى شاطئ الأمان والوصول إلى الغاية التي نتمناها وتعطلت فينا روائح الحياة ولم يعد أمامنا سوى رؤيتها , ولعل الأهواء من كثرتها تسجل لنا كل يوم قضية وتعدد الدواعي والرؤية لأنها من بحور أهواء الساسة.
إن المصاعب أصبحت هي العطايا لنا اليوم منكم وهي الطريق لإثبات الوجود المتهالك ولقد تحققت عوامل التغيير بالقهر المتواصل في كل مدينة وقرية ورغم ذلك يتحسسون من بزوغ الثمار من أحفاد البواقي وتبقى العناوين هي الحروب وهي الوجود وتستمر الحكاية بإصرار الخيانة وظواهر التآمر, تظهر أمامنا وتتحدى المشاعر وتظل الحكمة غائبة وكلٌ منهم ينسى مصائبه ويحمل الآخرين أخطاءه وهم صناع الإبداع المدمر بتيتم الأطفال وأرملة النساء وقطع الشوارع وتصوير من قتلوا على الشوارع بفن الريشة على الجدران المطلية بدماء المظلومين من الشباب ومن الجنود والضباط وتتوسع لنا مدى قوة الفراعنة الصغار في اليمن الذين يسببون لنا الذلة والمهانة وعلى فراعنة مصر السلام وما تجنيه من الأهرامات من عوائد تقدر بالمليارات ومن عجائب الدنيا صنعوا أعمالهم ومن أقزامنا ضاعت علينا المليارات وتلاحقهم منا الإساءة واللعنات لأن ممتلكاتهم وقصورهم لا يقصدها السواح عكس الأهرامات ومن معرفتنا بالحقيقة تكون المقارنة بضياع الأمانة ومن أطماعهم كانت العداوة مع شعوبهم وأوطانهم خيانة ومن يترك حب الوطن والشعب يستحق مننا الإهانة والحفاظ على البيئة في اليمن مجرد كلام ودعاية وإعلان ليس لها وجود على أرض الواقع القمامة والنفايات والدباب بحثا عن الماء في كل المدن والحارات والمجاري تختلط مع مياه الشرب في بعض الأحيان والسبب ان من يقوم بتنفيذها مؤسسة المياه والمجاري التي لا تراعي زيادة الأسر والسكان ولا زيادة وتطور العمران . مشاريع عبثية واستهتار بالمال العام ممن هم القائمين على هذا البلد وممن يدعون القانون والنظام ولقد قست قلوب المحسنين والتجار وأصبحت الجمعيات الخيرية بعيدة عن الخير والإحسان لمصلحة من تخرج يوم الخميس في المدن على المحلات أفواج من المهمشين والمتسولين وتطلب العون والمساعدة وظهور المتسولين بعد المساجد عن كل صلاة وما أكثر الجمعيات داخل كل مدينة, أين هي من هؤلاء وهل هم داخلون في كشوف الجمعيات وهل هذه الشرائح من ضمن من تستهدفهم الجمعيات الخيرية حتى منابع الخير طالتها الحزبية والأنانية جريمة . الخير مشروط في اليمن بالتبعية لابد من إعادة تقسيم وتوزيع هذه الجمعيات ومعرفة مهامها والإشراف عليها ومراقبتها.
إن القائمين على هذا الوطن لم يقوموا بحسبة الاحتياجات السكانية والأولويات المهمة من التخطيط في المدن على أساس الأخذ بالاعتبار المواقع الأثرية والمواقع السياحية والمدارس والمساجد والحدائق العامة وما يخص الأطفال والميادين العامة والمواقف والمرافق والشوارع والأسواق وأماكن التجمعات السكانية ، اليمن من جديد تحتاج إلى إعادة بناء البنى التحتية على أساس من التخطيط الذي يراعي عشرات السنين بالمواصفات الهندسية.
إن مدن اليمن تفتقر إلى مقومات المدن العالمية بل إلى أبسط المقومات وتقوم مدننا على العبث والعشوائية ، والبناء العشوائي والمواطن هو من يقوم بتحديد الشوارع لأن أصحاب الشأن المكلفين بذلك مشغولون بمصالح أنفسهم والجباية ولم يقوموا بدورهم على أكمل وجه وتظل المخططات حبيسة الأدراج, تضيع الإمكانيات في اليمن بسبب سوء الإدارة وأيادٍ غير أمينة ونزيهة ومثلما هي الأشغال هي التربية والتعليم؛ مناهج بعيدة عن قدرة المدرسين وأولياء الأمور وقدرة الطالب في الاستيعاب ولان سياسة التربية والتعليم لم تقم على أساس التأهيل وعقد الدورات للمدرسين وعدم توفر الوسائل الإيضاحية للمواد, لقد اقتصر دور التربية على طبع المناهج وصرف المرتبات ، أين لنا أن يتطور العلم في بلادنا وهذه هي حالة وزارة التربية والتعليم وسياستها والشرح داخل الفصول غير مكتمل ويعجز المدرس عن إيصال المعلومات للطلاب والمستوى التعليمي للأسر يخرج الطلاب عن دوائر الذكاء والاجتهاد.
إن التعليم في بلادنا إلى الانحدار والضياع بسبب الولاءات الحزبية ولربما حسنت التربية والتعليم هي القراءة المبكرة لأنها لم تأتِ من الكوادر اليمنية بل من المنظمات الأجنبية.. خمسون عاماً ولم نستطع تصحيح الأخطاء ولا مجاراة الآخرين فيما هم فيه من مستوى في التخطيط والتعليم والصحة والأمن وأمانة المسئولية ولقد فاق الاحتراف عند الساسة والقادة في الأحزاب والجماعات في اليمن بصنع الأزمات وفاق العجز الطموح وحطم التطلع نحو المستقبل وانكسر الأمل وأصبح الصراع هو الرخاء وهو التقدم والثابت عندهم وفكرتهم هي التلاعب بالمشاعر وهي البديل وهي النجاة ، لقد فشلت كل القيادات في ثنينا وإبعادنا عن لبس السلاح وأكل القات وعن التسول والتقطع وسرقة الأحذية حتى في المساجد والنصب والاحتيال وبعثرة المال العام وهدر كرامة المواطن فيما يملكه ويريده واعتلى النجاح بنضالهم المزيف والمزعوم في دفن فرحتنا والحياة وولت الابتسامة عن وجوهنا واستبقت الكآبة من أطفالنا من بعد الرضاعة وانحصرت النظرات في السخط على كل من هم الزعامات والقيادات وتجاربهم الفاشلة, لكننا نتطلع إلى الغد القريب بالخروج من دائرة الظلام ويأتي الصباح وننتظر شروق الشمس لكي تبث حرارتها وتحرق بها أجسادهم وتأتي الأمطار وتغرق قصورهم ، ثم نتجه إلى المقابر ونحفر لهم القبور ، لندفن بها أهل الرباء والقمار والنفاق ومن نشروا في أرضنا الفساد ونلتقي أخر النهار- بإذن الله- مع الأبطال الرجال وتتجدد الأحلام من جديد بذهاب الفراعنة المجرمين اللئام ويأتي الليل ونطرد منه الخوف والظلام ونتفرغ فيه للعبادة والشكر للواحد القهار وتتحول الكآبة والبوس والحرمان من المساكين إلى من تبقى منهم ومن فراعنة اليمن الصغار في هذا البلد بلد الحكمة والإيمان..
اللهم بصرنا بقوتنا كي نوقف الفراعنة والأعاصير والبراكين التي صنعوها لنا ثم نسلم الراية لأحفادنا لكي يتم تحقيق الغاية وتعود البسمة من جديد والاستقرار والتقدم والتطور لبلدنا.. والله المستعان..
محمد أمين الكامل
فراعنة مصر الكبار وفراعنة اليمن الصغار 1420