جاءتني شاكية باكية , والهلع بادياً على وجهها , وهالاتٌ سوداء تحيط بعينيها الغائرتين من طول السهر ..
أدركيني ..!
إمام الجامع طلّقني من زوجي ..!!
قلت لها: ماذا ؟! أردفت:
وسألت إمام جامع آخر في حي...فأكد الطلاق !!
أنا أحب زوجي , ولا أطيق فراقه ..واستطردت تروي قصة تطليق زوجها لها , وفتوى أئمة الجوامع بنفاذ الطلاق , وبينونتها منه !!
هدأت من روعها وقلت لها: إنهم ليسوا أهلاً للفتوى , ودليل قلة فقههم فصلهم في القضية مع غياب صاحب الشأن " الزوج " !!
انفرجت أسارير وجهها , وتهلل بتلألؤ فرحتها , وقالت بتوسل : دليني على من هو أهل للفتوى وسأذهب بزوجي إليه ..!!
أخرى اتصلت بي:
هل يوجد مُفتٍ برسوم ؟!!
أريد عالماً يخرجني من متاهات فتاوى الزكاة وسأدفع له .. أريد وقتاً مدفوع الثمن أشفي به غليل جهلي !!
قلت: لا يأخذ من أعرفه مقابلاً على الفتوى ..أعطيتك رقمه فاسأليه..
قالت بتضجُّر: وهل أجده ..؟ وإن وجدته , ألقى منه ضيق الصدر و ثقل السمع , أو هو مسافر , أو مريض ..!!
إذن اتّصلي بالمجمع الفلاني , في البلد الفلاني ..
صاحت: لا .لا . المكالمة الدولية تفوق قيمة الزكاة التي سأدفعها , ثم إنهم متشددون ..!!
أقفلت سماعة الهاتف بعدما وعدتها بترتيب موعد لها مع عالم موثوق بعلمه وفقهه وورعه ..!!
يا لها من معضلة , العلماء المجتهدون قلّة , وكبار في السن , يضيقون من كثرة الاتصالات والأسئلة ..!
علاوةً على أن الثقات منهم مغمورون , وغير معلومون للعامة , وأئمة الجوامع , وبعض طلبة العلم " أصلحهم الله " يتجرؤون على الفُتيا , والقول على الله بغير علم , يفرقون بين المرء وزوجه !!
ينبغي إنشاء مجلس أعلى للفتوى , يتم اختيار أعضائه بعناية , وتكوين شبكة إلكترونية تربطهم بالناس , وتُيسّر الوصول إليهم , وتُدفع لهم رواتب من الأوقاف لتجنيدهم لسد هذه الثغرة في بلد الحكمة والإيمان !
نبيلة الوليدي
أئمة.. يفرقون بين المرء وزوجه..!! 1349