أخشى من يومٍ يصبح فيه المُمْسِكُ بيمنيَّتِهِ منَّا - نحن اليمنيين الجنوبيين- كالقابضِ على الجمر في الجَنوب.
ومع ذلك، فإنَّنا سنبقى على جمرِ الحقيقةِ قابضين، وبهُوِيَّتِنا الحَقَّةِ مُتشَبِّثين، إلى أن يأتينا أحِبَّتنا الجنوبيون العرب، من إخواننا في الجنوبِ، ببرهانٍ مُبين؛ بكتابٍ واحد من تراثنا العربي (قبل 1839 للميلاد)، أو ببيتٍ شاهد من ديوان العـرب الثمين، قبل ذلك التاريخ، يذكُرُ بلادَنا باسم الجنوب العربي.
عدا ذلك، فإنَّ على القائلين بنظريَّة المؤامرة المُرَوَّجِ لها اليومَ بوَسْم (اليمننة) أن يثبِتوا لنا على الأقل أن البيتَين الخالدَين في ذاكرتنا العربية منذ قرون طويلة:
(تقول عِيسي، وقد وافيتُ مُبتهِلاً // لحجاً؛ وبانتْ ذُرى الأعلامِ من عَدَنِ:
أمُنْتَهَى الأرضِ يا هذا تُريدُ بنا ؟ // فقلتُ: كَلَّا؛ ولكنْ مُنْتَهَى اليــمَـــــنِ)
إنما هما من إنتاج أحد كبار المتآمرين على الجنوب العربي تمهيداً لتحقيق ما يسمونه اليوم "الاحتلال اليمني". وأن يثبتوا لنا كذلك أن الشاعر الجاهليَّ عبد يغوثَ الحارثيَّ، القائلَ قبل 1500 عامٍ:
(أبا كَرِبٍ والأيهَمَينِ كليهما // وقيساً بأعلى حضرموتَ اليـمــــــااانـيــــا)،
إنما هو - ورفيقه في الجاهلية امرؤ القيس الكندي- من انتحال رفاقِ الرئيسين اليمنيين الجنوبيين الشهيدين سالمين وعبدالفتاح: رأس اليمننة وأمين سرها العام في الجنوب، كما يكاد يزعمُ منهم الزاعمون.
هاتوا برهانكم من تراث العرب يا إخوانَنا الجنوبيين العرب، فقد جئنا منهُ بعنوان براهيننا.
وإلّا فبطنُ الأرضِ خيرٌ للمرء من أنْ يسميهِ الأجنبي بِاسْمٍ لم يختَرْهُ لهُ ذووه
* أديب ومترجم
كريم الحنكي
نظريَّةُ الْيَمْنَنَة 1189