وضع هدف واحد لسياستنا في مواجهة الأحداث المستجدة، حتى نحقق بناء يمن جديد حر تسوده دولة القانون والعدل والمساواة.. هو غاية في الأهمية لمن يحكم الأمة اليمنية بصدق وإخلاص ويرجو الله في عمله والدار الآخرة في تنفيذ مهامه. نحن بحاجة لمؤسسات دولة تعمل كلها وفق تحقيق هدف واحد يوحد عقولنا وقلوبنا، ويوحد جهودنا وفق منهج واحد يجمع كلمة الشعب ويحمي ثوابته المقدسة، فيصبح فكرنا السياسي والإنتاجي واحدا، وعملنا يقوم على استقطاب الكفاءات بغض النظر عمن يكونوا ما داموا أبناء الوطن الواحد، وإدراك خطر الفرقة التي تؤثر على بناء الوطن بناء يرفع مستواه بين الأمم من أهم ما يجب على من بيده أزمة الأمور في اليمن. وعلى الشعب اليمني أن لا يركن إليهم ثلاثاً وثلاثين عاماً جديدة, بل يجب أن يُقوِّم عملهم وينظر مستوى كفاءتهم ومدى عملهم لهدف واحد وهو تحقيق مطالب الثورة اليمنية، حتى يكون هدفها موحداً وكل يعمل في هذا الاتجاه.
وعندما تنظر لمؤسسات الدولة عندنا تجد تقاطع الأهداف وتعددها بسبب تركيبة الدولة وانتماءاتها السياسية, فأصبحت اسماً واحداً لدولة لكن يسيطر على أعضائها الأنانية والمصالح الذاتية، كل يعمل لمصلحة نفسه أو جماعته أو حزبه، وهنا الكارثة التي تحيق بالأمة ,فالذاتية الشخصية أو الانتمائية المحددة لغير الوطن، هيمنت على أعضاء الدولة أفراداً وجماعات والمنفذين في كل مؤسساتها، ومن هنا تواردت علينا سيول الأحداث كسيل العرم الذي اهلك كل شيء، وهذه الأنانية ستقضي على مقدرات الشعب ووحدته وتنميته تحت تصورات خاطئة وأنانية مفرطة جعلت كل جهة تبحث عن مصلحتها وأمنها، ولا تدرك أن مصيرها وأمنها ورفاهيتها رهن بعملها المتوازن مع أبناء الشعب اليمني كله، وعندما نبحث في أهداف أحزابنا وقياداتها المتربعة على عروشها يتبين لنا أن كل حزب يرى أن أهدافه واحدة هي التي يجب أن تسود وعلى الشعب أن يتشبع بها دون غيرها.
ومن هنا أصبحت قلوبنا شتى وأهدافنا كمواطنين انتماء لا تلتقي، وكل عامل في المؤسسات الحكومية لا يخلص في عمله ولا يدرك ويعتقد أن نفسه هي للشعب، وأن ما يقوم به من خدمة أمته هو اقل مما يجب عليه، ولا يعي حقيقة واجبه الوطني والديني والإنساني، هذا وقع ما نحن فيه مع من سرق الثورة اليمنية، ومن هنا أدركت الجماعات الخارجة على الشعب سواء جماعات قاعدة المخابرات الدولية، أو جماعة الحوثي الطائفية أو جماعات الحراك المناطقي العنصري، أو أوباش القبائل ومشايخ الارتزاق فأخذ كل منها تتحرك لتحقيق مطامعها لتنزل بشعبنا هزيمة منكرة، تحت قيادة دولة تملك اسم مؤسسات لكن لا وجود لها إلا في استلام المرتبات، نحن بحاجة لقراءة قصة الثيران ونعرف نهاية الثور الأسود الذي ضحى بأخويه ليخلو بمتاع الغابة، فكان الضحية الأخيرة للآكل لأخويه ومن ثم صاح "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"..
د. عبد الله بجاش الحميري
التحرر من الغطرسة الذاتية 1226