أهل الجنوب يحنون لعهد الاستعمار البريطاني, ربما نسوا أو تناسوا أنه استعمار واحتلال كل مساوئه وويلاته محيت من ذاكرتهم وحتى أسماء الشهداء الذين كنا نتباهى فخراً بتضحياتهم في سبيل تحرير وطنهم من قبضة اعتى قوة آنذاك كانت قد استعبدت اهلنا وسرقت خيرات بلادنا لسنوات طوال..
وأهل الشمال رجعت قلوبهم تهفو شوقاً لأيام الإمام وحكمه وأصبحنا نسمع هذه الأيام من يحكي عن شجاعته وكيف أنه كان له كلمة مسموعة على آل سعود وعن عدله وكأنه كان بطل زمانه..
في الحقيقة حيرونا نحن الجيل الذي لم يعاصر الحدثين وكبرنا ونحن نسمع عنهم الويلات ودرسنا في الكتب عن الاستعمار أنه احتلال أجنبي غاشم وعن الإمامة انه حكم رجعي متخلف.. فكيف يمكن لنا الآن تغيير كل تلك المفاهيم بهذه السهولة ويصبح مفهوم التطور والحداثة في اليمن متعلقاً بفترة الاستعمار البريطاني وعصر الكرامة والعزة اليمنية اندثر بعد رحيل الامام.. وفي الحقيقة أني لا ألوم كلا الطرفين بقدر ما يكون اللوم على سلطة أوصلت الناس إلى هكذا مرحلة من اليأس والإحباط حداً لم يعد لدى العامة القدرة على مجرد تخيل حياة افضل أو مستقبل مختلف واصبحوا عاجزين عن مجرد الحلم, فعادت بهم ذاكرتهم إلى الخلف يفتشون في دهاليز تاريخهم عن ذكرى جميلة عاشوها ولو على يد من كان ذات يوم عدواً لهم فقد أصبحوا يروه أرحم بكثير من حاكم من بني جلدتهم.
عجيب!!
أظن أنه على كل من في السلطة أن ينظر إلى نفسه في المرآة ثم يبصق فيها ويلعنها ألف مرة..
حين يتقدم خاطب لفتاة تتردد كثيراً- إن كانت لم تنهِ دراستها- بين القبول أو مواصلة الدراسة, فيكون الاختيار الأخير هو الحل حين تسأل احداهن عن السبب ترد: لأنه ببساطة ما عاد فيش رجال نأمن على حياتنا معهم, فالأفضل الواحدة تُأمِّن مستقبلها أولاً.
وهنا بيت القصيد لم يعد هناك رجل تأمن المرأة على حياتها ومستقبلها معه, فكيف نأمن على مستقبل وطن في أيدي مثل أولئك..
يا رجالً ضيعوا يمناً.. أما من امرأةٍ تستنقذ اليمنَ؟!..
جواهر الظاهري
من نلوم..؟! 1585