يغرسون وجوههم في الريح الصفراء اتقاءً منها, أو لعلهم يغرقون في البحر حين يقفزون فيه للوصول إلى الشاطئ الآخر للتيمم, حال الباحثين عن سراب الأمن في تلة الذئاب ويلقون بالفراخ في فم الثعلب ظناً أنهم يسبحون باسم السلام..
هذا حال الباحثين عن سراب التعايش مع العدو الذي يكرس وجوده بعدمهم وإن حاولوا إثبات كينونتهم بعدمهم!!
فأي جدوى في انتحارهم لتكريس فكرة فنائهم, اعترفوا بالقاتل بل وجمّلوه بصفاتهم حين وصفوه بأنه الضحية وصار وجود القاتل الضحية يفرض فناء الضحية لبراءة القاتل.. فنتازيا السياسة بالتياسة.
العدو يزلزل ما تحت اقدامهم وهو لا يصدر لهم منه الا اشر الشر فيما هم يبتغون الفضل من الشيطان والعياذ بالله فما يصدر عن الشيطان الا الشر فما فائدة جبال التنازلات والانحناء بحثا عن ذرة حظ مع هذا العدو الابليسي
في الوقت- الذي تشد الرحال فيه إلى وصل رحم الأخوة لأجل الأم الثكلى- وبدلاً من رتق العباءة التي تستر الجسد الفلسطيني وبدلاً من تسوية العثرات ولو بزفت ماض لم يخل من خذلان الراعي بإلقاء الرعية بين أنياب الذئاب وقد تفاءلنا بالمصالحة وسلمنا النوايا لعالم الغيب والقلوب يطلع علينا مسئول المخابرات في رام الطيراوي بالوعيد والتهديد لحماس من انه" لن يقبل ان تكون الصالحة على حساب فتحاويي غزة " ظننا ان لفطرة الدم براءة في الوريد الواحد ولم نظن أن عصيات البكتريا قد استمكنت في بعض الخلايا, فبدلا من تهديد العدو ولو قولا ناريا كهذا القول وتوعد العدو بهذا الرعد اللفظي دفاعا عن الاسرى الاداريين المضربين في اسبوعهم الرابع او دفاعا عن الفتحاويين ان لم يكن كل الاسرى المعتقلين في غياهب زنازين العدو ومنهم قادة اشراف كمروان البرغوثي والمئات من أبناء حركة فتح ومن غزة أيضا يذهب لعسف الذات إكراما لرضى الجلاد.. كما يذهب الرئيس عباس للقاء وزيرة العدو في لندن وقبلها للقاء وزير خارجية أميركا في الوقت الذي يقتل العدو شبابنا في ذكرى النكبة وينزف المرابطين في الأقصى والقدس وبباب العامود سيل دمائهم وتكاد تتقطع أوصال أوتار النسوة هناك ويصاب العشرات ويعتقل مثلهم ؟!!
سنتفاءل رغما عن الوقائع العاثرة لكن هذه الرعود لا نسمع لها ولا طنين بعوض في الرد على فعل العدو ولا مخططاته ولا طائراته التي تجوب سماء القدس وتحلق فوق الاقصى وتتهدده ولا بقذائف نتنياهو وهو يتهمهم باللاسامية والتحريض لكراهية اليهود وقتلهم في ذات الوقت وبالتزامن مع تلك التصريحات من جهة وتلك اللقاءات من جهة اخرى
واذا كانت المقاومة تمر بأظلم نفق في خضم بئر الواقع الموحش وإذا كان " هنالك خلف محيطات الرعب المسكونة بالغيلان.. هنالك قلعة صمت.. في القلعة بئر موحشة.. في البئر قبور.. ركّبن على بعض.. آخر قبر.. يودي بالسر إلى قفص.. في القفص بقية عصفور".. يعاني منذ احتدام عصي الدم بالدمع في البحر العربي والاسلامي.. نصرخ ولا بد أن نصرخ بل نثقب آذانكم بلسان الحقيقة الحاد والحارق لمن يغطي الشمس بغربال كي لا يراها ومسك كلا كتفيه ونهزهما لعله يصحو من خدر وجسد بارد ونفرك جلدته ليسخن كما الاحداث حولنا, فليذكر ايضا إخوتنا ابناء العروبة والاسلام الذين نتوسلهم في بحر صمتكم ان اذكرونا واذكروا اقصاكم واقصانا ومسرى نبيكم ونبينا عليه الصلاة والسلام وثالث مسجد تشد اليه الرحال ..اذكروها يا نخبة الامة وخطباءها ويا مشائين في الظلام بحثا عن النور .
ناصر أبو الهيجاء
يغرقون في البحر بحثا عن شاطئ للتيمم 1468