ماذا يحدث؟!.. ما هذه الفوضى العارمة التي نعيشها في ظل غياب كامل لدور الحكومة؟!؛ قرارات عشوائية, تخبط في الحلول والآراء, وهل توجد أساساً حكومة؟!..
بدأت أشك في أنها مجرد أسماء على ورق وأنه لا يوجد ما يسمى وزراء أو أنهم أبطال من حكايات ألف ليلة وليلة, أنظر شمالاً ويميناً, فلا قرار صائب ولا حل سريع ولا أقصد وزارة بعينها ولكن هذا ينطبق على الكل دون استثناء, فقرارات متخبطة لجميع الوزارات, نضرب مثلاً بوزارة التربية والتعليم في تحديد موعد الامتحانات النهائية, هل هذا يحتاج إلى خبير في تحديد وقت امتحان وهل تغيرت أيام السنة حتى انهم لا يستطيعون تحديد وقت لموعد الامتحان, ألا يدل ذلك على العجب!! وكذلك وزارة الداخلية حدث ولا حرج, من يريد أن يعرف الوضع الحالي لها فليقصد أقرب قسم شرطة يقع في محيطه فسوف يرى العجب العجاب, إنها مجرد حيطان لا وجود للأفراد أو مكلف في القسم وكأنهم استلموا هذه المراكز ليمارسوها من داخل البيوت أو دواوين القات وأصبحت الأمور تدار بالجاه والقبيلة وكذلك نتحدث عن وزارة الدفاع التي تستغيث وتريد من يدافع عنها..
عيب والله عيب ما يحصل!! وكذلك الانتشار الأمني لا نرى أحد في بعض الجولات الهامة, إذاً لماذا الانتشار الأمني, أما وزارة التعليم العالي, أصبحت وزارة التعليم النازل وبسرعة الصاروخ إلى أسفل تراجع في الأداء والمستوى, أصبحت الشهادات تعطى لمن يملك المادة وأصبحت جامعة صنعاء مقراً للحزبية والمناطقية والمذهبية, أصبح الطلاب يذهبون على أمل أن يأخذوا محاضرة كأنه حلم بعيد وأصبح وجود الدكتور أمراً عجيباً, فلا حسيب ولا رقيب على أداء دكاترة الجامعة وكأن الدكتور أصبح ملكاً متوجاً لا يرد له طلب وإلا الويل والثبور أو لنقل بقاء الطالب في الجامعة إلى مالا نهاية أو حتى يحدث الله أمراً..
إن كنا سوف نتحدث عن باقي الوزارات فالأمر يطول ونريد مجلدات ولكن هناك سؤال: هذا النفق المظلم الذي نمشي فيه منذ سنوات الثورة الشبابية من الذي حفره ومن يضع خيوطه التي تشبه خيوط العنكبوت حول الفريسة؟! أعتقد أن الكل يعرف ولكن الكل يسأل غيره حتى يتأكد انه على حق..
عفواً لم أنسَ وزارة الكهرباء ولكن الكهرباء فُصلت أثناء كتابة المقال فلم أرَ شيئاً وسوف نتحدث عنها في مقال آخر" خص نص" والعبرة لمن أعتبر.
سوسن يوسف
الفوضى العارمة 1369