باتت مدينة ﺭﺩﺍﻉ ساحةً مفتوحة للموت المجان وميداناً فسيحاً للقتلة يسرح ويمرح فيه العابثون بالأرواح ومصاصو الدماء من القتلة والمجرمين دون حسيب أو رقيب من أحد؛ بعد أن كانت في يوم من الأيام ملاذاً لكل خائف وملجأ لكل مظلوم وعوناً لكل صاحب حق ..
في مدينة ﺭﺩﺍﻉ يحاصرك الموت من كل الجهات وتراه يلازمك في كل الاتجاهات؛ ينتظرك في الأزقة والطرقات, ويطاردك في الأسواق وفي الشوارع وأمام المطاعم والمحلات.. حتى المنازل المصونة وعتبات البيوت لم تعد لها حرمة أو كرامة أو حصانة, فقد طالتها يد الغدر والقتل والخيانة التي وصلت المنازل حتى عتبات البيوت.
في مدينة ﺭﺩﺍﻉ كل شيء غدا فيها مباحاً وصار كل شبر منها للقاتل مستباحاً فلا تكاد من هول من ترى فيها أن تسمع سوى الصراخ والعويل والنياح.. فهناك أب مقهور على ولده أخذ القتلة أغلى ما يملك في هذه الدنيا والى جواره أم عجوز تبكي دماً حرقةً على فقدانها فلذة كبدها وربيض بطنها.. وهنا طفلة يتيمة تنتظر على عتبات المنزل عودة أبيها من العمل أو ترقب عودته إليهم سالماً من المسجد وبجوارها طفل يبكي مللاً من طول الانتظار ينظر في عيون الناس علّه يرى فيها جواباً شافياً؛ وبداخل المنزل زوجة مفجوعة على زوجها تصغي بين الحين والآخر علّها تسمع طرقة الباب وتفتش في زوايا البيت عن بقايا أثر من ريح زوجها الذي خرج لكنه لم يعد..
في مدينة ﺭﺩﺍﻉ: الزمان جميعهُ مباح والأماكن كلها مستباحة, لا فرق فيها عند القاتل بين الشهور المحرَّمة من غيرها وبين يوم الجمعة وبقية أيام الأسبوع, فالأشهر كلها سوية وأيام الأسبوع عندهم مستويه ؛ بل والكارثة أن شهر رجب المحرّم فيه القتال يفتح لديه الشهية ويوم الجمعة أفضل يوم عند القاتل لتنفيذ العملية..
حتى المساجد في مدينة رداع لم تعد آمنة!
حتى المساجد زارها عند الشروق والغروب قبل الصلاة وبعدها قتلة
ماذا نقول عن مدينة الضياع؟!
وما الذي جرى لأمنا ﺭﺩﺍﻉ؟!.
ناصر الصانع
رداع..ساحة مفتوحة للموت المجاني 1188