ما الذي تخططه وتفعله قوى الشر والإرهاب والعمالة واللصوصية والخراب بالبلاد؟..

ما هذا الذي يحصل؟ لماذا دخلت البلاد في هذا النفق المظلم والدموي والتخريبي في هذا التوقيت بالذات؟, بعد التوقيع على مخرجات الحوار الوطني وتشكيل لجنة صياغة الدستور, هل المطلوب منا بقاء ما توافق عليه اليمنيون في المخرجات حبراً على ورق؟ كشرط لانتهاء هذه الأزمات اللعينة, هل ما يطلبه المخرج الدولي والمايسترو الإقليمي هو بقاء اليمن كما تعودوا عليها سابقاً, قرارها بأيديهم يتدخلون حتى بتعيين وزير أو محافظ, أو قائد لواء عسكري, في كثير من الأحيان, ولما أراد اليمنيون المخلصون من كل الأطراف بناء دولة مؤسسية متحررة من هيمنة ووصاية القريب الجار, والقريب الدولي البعيد مجازاً سمح هؤلاء للعابثين بالتخريب, ما هو المطلوب بالضبط يا سادة المال والنفوذ والسيطرة في المنطقة ؟..

أنا على يقين أن أدوات التخريب والإرهاب المعيقة لبناء الدولة في الداخل لن تجرأ على الفعل المعيق, والتخريبي المكشوف ما لم يكن هناك ضوء أخضر إقليمي ودولي بل وربما دعم بلا حدود، لتأديب وقتل إرادة التغيير وإفشال مساعي بناء الدولة- الدولة كمضمون ضامن وحقيقي وليس مجرد شكل يتولون تحريكه بالريموت كونترول-, لست من أنصار نظرية المؤامرة، وأعترف أن الإقليم والخارج لن يستطيع التقدم خطوة نحو أهدافه دون معاونة الأدوات العميلة من الداخل..

 ما يجري في اليمن من تخريب للكهرباء وحرب واغتيالات، وتعطيل لمؤسسات الدولة عن الأداء وعن تغيير قياداتها الفاشلة والفاسدة، بتدخلات كثيرة, يدعونا للتساؤل من المستفيد؟..

قطعاً لا يمكن بأي حال من الأحوال القول أن المستفيد هم الأطراف التي تصدرت الفعل الثوري, لأنهم لا يمكن أن يفعلوا ما يمكن أن يثبت خطأ قراراتهم في تبني الخيار الثوري وإعطاء الطرف الآخر مبرر للحملات الإعلامية لإحراقهم شعبياً, هي أفعال لا تصب سوى في مصلحة طرف بعينه يريد إثبات أنه كان الخيار الأوحد والوحيد لإدارة الدولة- مع أنه هو من لا يزال يدير الدولة بنسبة 85 % على الأقل- لكنه يحرص على تسويق نفسه كطرف سلم السلطة للمعارضة وهنا يتضح المستفيد الرئيسي من كل ما يحدث, لست هنا في صدد التبرير لإخفاقات الرئيس والحكومة فكلاهما يحمل مسئولية الإخفاقات والاختلالات الحاصلة, وخاصة رئيس الجمهورية الذي يتباطأ كثيراً في التغيير, والتصحيح وأحياناً يقوم بعملية تغيير إلى الأسوأ..

 سؤال أخير يا إقليمنا الغني الشابع ويا قوى الاستكبار العالمية!, ما هو النموذج المطلوب للدولة التي ترغبونها في اليمن ؟ قولوها هكذا صراحة وعلنية للشعب اليمني، بدل أن يظل الدم اليمني يراق كل دقيقة وبلا معرفة بمن وراء تلك الجرائم، (بحجر الله ) قولوا لنا المطلوب وأوقفوا التخريب وأذيالكم من المخربين، للبلاد.. المواطن اليمني لم يعد قادر على احتمال المزيد.. "ولا حول ولا قوة إلا بالله".