الغلو, والتطرف, والغش للأمة, مرفوض بكل أشكاله وألوانه، ويجب على الأمة بكل فئاتها مقاومته، وإذا كانت حروب الخارجين على الأمة والمارقين على السلطة بقوة السلاح يجب مقاومتهم فإن الذين يمارسون الحرب الإعلامية على الأمة بتزييف الحقائق وتشويش الفكر إرهابهم أشد خطراً يجب على الشعب مقاومة الحروب الإعلامية التي تصور الفساد إصلاحاً, والاستبداد ديمقراطية, والتسلط شورى, والدمار إنجازاً والارتزاق وطنية..
وهذه الكتائب الحربية الإعلامية واسعة الانتشار لا تتكلم إلا بلغة من يدفع أكثر، ولو كان ما تنشره يتقاطع مع المصالح الوطنية والمبادئ والقيم التي يتمتع به شعبنا المؤمن، فكيف نقاوم هذا الزيف الرخيص من الإعلام الزائف، ونقضي على ظاهرته ونلقي به في مزابل القمامة ونصيره ذات جدوى, يجب أن نتخذ خطة تقوم على إقناع الجماهير بهجران هذا الزيف وتوليته الأدبار ويتخذ الصراحة بتفنيد أباطيله من كل فرد صادق يحب أمته ووطنه، وأن يجند المفكرين والعلماء والمختصون أنفسهم لفضح الأباطيل والأكاذيب بالحجة فهذا الإعلام الذي يدافع عن القتلة والخونة والخارجين على الدستور والقانون, لا يجوز أن نسكت عنه، وهو يمجد الفساد والاستبداد ويدعوا إلى التبعية والتمجيد ويعكس الحقائق ويصور الفساد إصلاحاً ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)..
ويصور القيادات العسكرية والمرتزقة والخونة بأنه لا حياة للشعب بغيرهم مع أن التاريخ سجل لهم أبشع الجرائم في حق شعبنا أثناء قيادتهم شعبنا في قسمية شمالاً وجنوباً وعملوا على هدف البنان واليوم يدعمون الحروب ضد الشعب فعلى الدولة والمواطن معها التزام الصدق في مقاومة الحروب الإعلامية المناطقية والطائفية التي تصلي على الأحياء وتتهم الشعب بقتلهم حتى لا نصبح أدوات نستهلك الكذب ونتغذى به بواسطة هذا الإعلام المأجور، ومرتزقته من الكتاب ومقدمي البرامج الهوائية المباشرة الذين ينشرون العبث المخدر لعقول الأمة..
إن الزيف الإعلامي وكتائبه مختلفة الأغراض لهي من أكبر الجيوش المعوقة للبناء، فهي توقف النمو وتسبب الإعاقة الفكرية وتعطل التفكير السياسي، وهي تسلك ميادين كثيرة من ميادين الإعاقة في إرهابها الفكري للأفراد والجماعات، ولا يشك أحد على حروبها المعيقة للاقتصاد والسياسية، وتزرع التفرق والضغينة وتنشر الفوضى والفرقة، وتقضي في حربها على الوحدة والترابط والتفاهم والتعاون.
د. عبد الله بجاش الحميري
الحروب الإعلامية المضادة 1198