من الفئات الخارجة في المجتمع الإسلامي لفرض سيطرتها بقوة السلاح ويكون نتائج حروبها دماراً للشعب الحرب بين الفئات - قبلية أو حزبية أو بين دولتين متجاورتين أو نحو ذلك بحيث كل فريق يجند من له حق السيطرة والتبعية لحل النزاع بقوة السلاح، ولا ترضى كل طائفة الخضوع للحق وترى أن الحق لها، وتريد فرضه على الآخر، وهذه حروب تنشأ عادة في يمننا بين القبائل على مصالح خاصة، وقد تنشأ بين قبائل والدولة فيتحدد محل النزاع ويقام بين الدول المتجاورة حيث تحاول الدولة القوية التمدد في أراضي الدولة الضعيفة تحت مبرر ترسيم الحدود وغيرها، وهذه في المفهوم الشرعي تسمى حرب بين فئتين معروفتين كل يدعي بدعوى لكنه يريد تنفيذه بالقوة..
وهي حرب داخلية بين المسلمين يجب على الدولة والشعب الذي تقع فيه مثل هذه الحروب المسارعة للتدخل لنزع فتيل الخلاف وإيقاف الحرب وفهم الدعاوى بين الفئتين أو القبيلتين وعرض الدعوى على النظام والقانون وإجراء صلح بينهما يحفظ الحقوق لكل فريق حقه ويزيل الظلم عن المظلوم والظالم، ومتى عرف المعتدي منهما يجب على الدولة منع المعتدي بمعاونة باقي القبائل وكل الشعب حتى يرتدع المعتدي ويخضع للحق، هذه الحروب كلها تقوم في اليمن وهي عامل أساسي في تأخر التنمية الشاملة ومن هنا يجب أن يتضمن الدستور اليمني القادم مواد دستورية لكيفية التعامل مع هذه الحروب والنزاعات، ويقنن نظام القضاء عليها مستقبلاً..
أما قضية الساعة فنحن نواجه فئة تحمل السلاح خارجة على الدولة مخترقة من مخابرات إقليمية ودولية، تضر بمصالح كل الشعب اليمني، والواجب على الدولة والشعب اليمني مواجهتها بكل الوسائل التي تسكت سلاحها وتفكك فكرها وتعرف عناصر التجسس فيها بالعدل والحق وتجنب الظلم عليها، وتدعى مع ذلك للحوار ووضع الحرب والقتل، فإذا قبلت لغة الحوار وسلمت أسلحتها وفككت مسامير دعاواها، قبل ذلك منها وشكلت لجنة واسعة متخصصة من العلماء والأدباء والسياسيين والمفكرين والقادة العسكريين لمحاورتها وإبطال شبهاتها، ودعوتها للاندماج في المجتمع ورفع مستواها العلمي والعملي، وإزالة ما عليها من مظالم فإن آبت الاستجابة فعلى الجميع الاستمرار بحربها وعدم إيواء عناصرها ومن قبض عليه حول للقضاء ليصدر أحكامه فيها..
وعلى الدولة وهي تقوم بحربهم إصدار عفو أولي لكل من سلم نفسه قبل القدرة عليه، كما على الدولة والشعب أن يبادر في القضاء عليها وعدم تطويل الحرب حتى لا يستفيد المتربصون الآخرون من إطالة أمد الحرب، وحتى لا يكون الحرب معها حرب استنزاف لمقدرات الأمة، بل على الدولة أن تشكل لهم من الشعب من يقوم عليهم بحرب عصابات من اللجان الشعبية في كل مكان يتواجدون فيه، فوجود مثل هذه اللجان معوق مهم لحركتها وتسرع في القضاء عليها، ويجب أن يحاسب من يعاونها ومن كان سبباً لوفودها لليمن فهي أحد أجنحة النظام السابق الذي فتح لها الباب ودربها وتركها كأداة يهدد الدول التي نالها الشر من القاعدة، ليرتزق بهم من تلك الدول، بل إن بعض قادتهم له ارتباط بالأمن الخاص وإجراء تحقيق واسع في هذا أمر لابد منه، حفظ الله اليمن من كيد الكائدين!!.
د. عبد الله بجاش الحميري
مواجهة الخارجين بالسلاح (3-3) 1118