إن ما يفعله الإحتراب الداخلي بين الإخوة في الوطن الواحد أضعاف أضعاف ما يصنعه العدوان الخارجي..
أصبحنا بأيدينا وطاقاتنا أدوات للاستعمار الحديث الذي يستهدف سيادتنا وقوميتنا وباسمنا وبأيدينا يدمر أوطاننا (كل هذا لسخف القيادات والقدوات والزعماء القوميين وإلا لكانوا وكنا أكبر من ذلك) ففي النكبة السورية الشعب كل الشعب السوري والعربي مذنب ومساهم فيها قيادهً وشعباً ولكن الذي يختلف فقط درجة الذنب ودرجة المسئولية لماذا؟ لأن الشعب السوري كان مستهدفاً, ولكن أبناؤه كل أبناؤه لم يدركوا ذلك ولم يلتفتوا إليه وكانوا هم أدوات تنفيذ هذه المؤامرة..
كان من الطبيعي جداً أن يصل الشعب السوري إلى حل غير واقع اليوم بالتفاهم والتوافق ولكن كان هناك من يصب النار على واقع المشكلة ويعبئ أطراف الخلاف بالبارود فكانت هذه هي النتيجة والشعب السوري هو الخاسر الوحيد ومن المعيب أن يتشدف فصيل على أخر بالنصر أو الوطنية فهذه المشاهد ستبقى تلعنهم جميعاً وتشهد على اللا وطنية فيهم لأنه حينما نغلب العصبية والطائفية على الوطنية فمن المعيب بعدها أن ندعي الوطنية..
كل الدول التي وقفت إلى جانب المعارضة لا تحب سوريا ولا الشعب السوري منها من كان من مصلحتها سقوط النظام السوري ومنها من كان من مصلحتها دمار سوريا بكلها, والدول التي ناصرت النظام وشبيحته لا تحب النظام السوري ولا يهمها مستقبل الوطن السوري وإنما فقط تراهن على مصالح ستحققها على الأرض في ظل بقاء النظام وحدهم..
أبناء سوريا كان يجب أن يعشقوا أمن بلادهم ووحد تهم وأخوتهم وقوميتهم وسوريا وطنهم ولكنهم بجهالة بالغة دمروا الحاضر والمستقبل الأرض والإنسان وإلا لو تساءلنا ماذا يعني أن الجامعة العربية في بداية الأزمة السورية رفضت الحل السلمي والسياسي والتوافقي مع النظام السوري وأكدت على ضرورة رحيله وفناءه وحرضت عليه شعبه أكثر مما طالب وحرضت عليه مجلس الأمن وحركت القنوات والصحف وووو الخ..
لماذا وبعد كل هذا الدمار تأتي الجامعة العربية لتعلن وبكل دناءه ووقاحة واستهتار بالعقول السورية والعربية وتطالب بالحل السياسي التوافقي السلمي بعد أن أصبحت سوريا محرقة التاريخ ومزبلة القرون..
إذاً لنكون منصفين في حق الشعب السوري أليس مستهدف؟؟ بالأمس تقف كل القوى إلى جانبه كما تدعي حتى إذا اشتبك مع النظام وأهلكوا الحرث والنسل الكل دون استثناء مع مراعاة الفروق يتخلى عنه الكل وتهرب عن واقعه الجامعة العربية والحكومات المحرضة في صالحه بالأمس.
لماذا إذاً يعبث العابثون وبأيدي السوريون أنفسهم في حاضر ومستقبل سوريا ألم تكن بالأمس المملكة العربية السعودية (كمثال للدول التي ساهمت في تدمير سوريا ومثلها كثير عربياً وغربياً وعبرياً) تتشدق باسم الشعب السوري ومطالبه المشروعة ودعمت مختلف الفصائل المعارضة للنظام السوري بأنواع الأسلحة ومليارات الريالات والدولارات ثم ما إن أصبحت سوريا كل سوريا جحيماً قالت للشعب السوري "إني بريئةً منكم إني أخاف الله!"
كيف هذا إذاً وهي بالأمس من دعمت وحرضت ومولت؟؟! واليوم من كانت تناصرهم هناك تعلنهم منظمات للإرهاب..
إذاً من يدعم الإرهاب إذا كانت كذلك إذاً فالمملكة قادت شوطاً كبيراً في مشروع تدمير سوريا كل هذا ألا يثير فينا كثير من التساؤلات؟..
لماذا أبت الجامعة العربية وغيرها من الدول سواء عربية أو غربية الحل السلمي مع النظام بالأمس ثم إذا ما انتهت سوريا وقوة سوريا ولحمة سوريا وشعب سوريا تعلن ضرورة الحل التوافقي, أي حل يا أعداء السلام ويا ممزقين روابط الأخوة بين أبناء شعبنا العربي السوري فأي ظلم اقترفتموه إذاً في حق الوطن السوري!!.
لك الله يا بلادي العربية حين يتامر عليك أعداؤك والعملاء فيك,, لك الله يا وطن العربية حين ينخر في أركانك أبناؤك لك الله يا سوريا بعد كل هذا الدمار لك الله أيها العربي الغيور وأنت ترى واقع الأمة ومصيرها بيد أعداءها والجهلة والخونة من أبناءها!!!..
العزة والكرامة لله ورسوله والمؤمنون, واللعنة والخزي وسوء المصير في الدارين لكل من ساهموا من قادة الأمة ومن أعداءها في تشظي الوطن العربي والإسلامي وفي انهيار قواه وفي تمزيق الروابط الأخوية بين أبناءه وفي تدمير سوريا البلد.
أنور هاشم العلوي
جهل الوطنية والقومية سببا في النكبة السورية 1313