الإرهاب مصطلح عام لم تستطع الدول حتى الآن الاتفاق على تحديد مفهومه، بل كل جهة تفسره بما يخدم مصالحها السياسية ويسكت معارضيها، حتى وإن كانت معارضة سلمية كما هو الحال في مصر في إصدار نظام الإرهاب ضد جماعات تعارض النظام وتنقده وتنادي بالإصلاح سلميا، ولم تخرج حاملة للسلاح، وعلى هذا فقد اخترنا المصطلح السياسي الشرعي في تعريف الخارجين بالسلاح على الأمة، فبينا أن الصنف الأول الخروج على النظام السياسي فقط بالسلاح..
* وأما الفئة الثانية: فهي التي تخرج على المجتمع كله بالسلاح وتسعى لتحقيق تصوراتها الدينية والسياسية المنبثقة عن ثقافتها بالقوة، فتواجه الدولة والمجتمع وتقاتل كل من تمرد على فكرها ورفض تبعيتها، فتنشر الرعب بشموله في كل أنحاء الوطن، وتجند الجيوش وتشري النفوس وتحتوي المرتزقة تجار الحروب، وتمارس القتل والتدمير للأفراد والجماعات وأماكن العلم وبيوت العبادة، تحت إرهابها للجميع للدولة وللشعب، وهذه الفئة يطلق عليها المنهج السياسي الشرعي ( المحاربون) وهم من يجب على الدولة مواجهتهم وعلى كل أفراد الشعب مقاومتهم بكل الوسائل الممكنة حتى ولو بالقتال لهم، ولا يجوز لأي فرد أن ينخرط معهم أو يقاتل معهم، حتى لا يكون داعماً للإرهاب والاستبداد ومناصراً لأهل الباطل المحاربين لله، لنشرهم الخوف بين المسلمين والمحاربين لرسوله لافترائهم عليه ديناً غير ما جاء به والمحاربين للمؤمنين لنشرهم الخوف بينهم في طرقهم والخوف على هدم منازلهم, وأماكن عباداتهم ومدارسهم ومؤسساتهم العلمية، وسلبهم لأموالهم وإجبار أولادهم على الانخراط معهم ليدافعوا عن تصورهم، ويفرضون على المجتمع الذي يسيطرون عليه أموالاً ومطالب ليس لهم فيها دليل شرعي ولا عقلي، وهؤلاء هم المحاربون لله..
ما داموا ينشرون الرعب والريبة ويقطعون الطرق في نقطهم المسلحة التي يقيمونها في طرق المتنقلين خارج الدولة، في البرية أو في القرى أو في المدن، ولذلك قرر الله وجوب قتالهم ومواجهتهم بكل شيء يقطع دابرهم، وهذه الفئة في وطننا مثالها الحركة الحوثية التي تشن الحرب الشاملة على الشعب والدولة وتهلك الحرث والنسل، وتنشر الرعب في كل مكان للدولة والمواطن وتهدد الأفراد والجماعات..
فإذا كان ما يعرف بتنظيم القاعدة إرهابياً يجب قتاله ومواجهة شره وقطع دابره لأنه مع جماعة حماة الشريعة يخرج لحرب الدولة وجيشها وأمنها ولا يعتدي على المواطن، وقلنا بوجوب القضاء عليه بحزم على الجميع، فإن الحوثية خروجها اشد وشرها أشمل وأعظم على اليمن، فيجب على الدولة والشعب مواجهة هذا الفريق الإرهابي، كما يواجه الفريق الأول، ومن هنا فإن على الدولة والشعب أن يكونوا يقظين ولا يأمنوا فريق المحاربين لله من الفرقة الحوثية وأشباهها، حتى لا يأخذوا فرصة انشغالنا للقضاء على الفريق الإرهابي الأول، فينقضوا لتحقيق مآربهم تحت غفلتا..
بل يجب أن يقام عليهم ( أن يقتلوا أو يصلبوا أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) بحسب ما ارتكبوه من جريمة ويجب على المشرعين تحديد ما يستحقه هذا الفريق من إجراءات تقطع دابره وتقضي على نزع السلاح منه وتعيده مندمجاً في الشعب بعيداً عن التبعية للخارج وتصحح مفاهيمه السياسية والفكرية تبعا للدستور والقانون.
د. عبد الله بجاش الحميري
مواجهة الخارجين بالسلاح (2-3) 1149