;
محمد أمين الكامل
محمد أمين الكامل

الدين إذا قام عمَّر والهوى إذا دام دَمر 1101

2014-05-08 18:48:09


الكل مسلمون لكن العبادات والمعاملات طغت عليها الأهواء والماديات، هذا وقعنا في اليمن الديانة مسلم والمعاملات والعبادات والصلاة عند البعض والكثير من القيادات والمسئولين ومن هم في الأحزاب والجماعات والشعب تحصيل حاصل- إلا من رحم الله- والحقيقة أننا مع الأسف لم نعظم شعائر الله كما ينبغي ولم نتذوق حلاوة الإيمان..

 لم نصل إلى حقيقة العبادات وإلى الفوز والفلاح بما خلقنا من أجله وبهذا التوجه أذاقنا الله الويلات وسلط علينا الأشرار وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم : كيفما تكونوا يولى عليكم ومتى صدقت النوايا والقلوب والجوارح مع الله صدق الخالق والمدبر والرازق معنا ومتى ما انتقلنا من معية الشياطين إلى معية أحكم الحاكمين وأخلصنا العبادة والتوكل على الله نزلت علينا الرحمات والبركات, وتولى أمرنا الأخيار وصلحت الأحوال..

 ورغم أن الله مطلع على كل السرائر والفصل والقضاء بيده سبحانه وتعالى وما زلنا نخالف ونكابر ولم نعتبر مِن مَن ما توا, وأن الموت قادم وكم من أناس رحلوا ولم يبقَ لهم سوى المآثر وهم اليوم في حفر المقابر وأصبح الدين لدينا طقوس ومناسبات عند اليمنيين شعب وقيادات وهم مطالبون اليوم بتجديد إيمانهم وولائهم لله وحبهم لليمن بصدق وإخلاص وأمانة..

 والخوف والخشية أن لا تصبح الصلاة والصيام والزكاة والمعاملات لله بل عادة وممارسة وعلى هذا النهج نكون في صفوف المنافقين والمفلسين الخاسرين لأمور الدنيا والآخرة وكما قال الأولون" الدين إذا قام عمر والهوى إذا دام دمر"، وبما أن الله هو الواحد والواجد والرسول هو الخاتم والقدوة والدين ما أنزل ومن النادر اليوم أن تجد مؤمن وعالم وأصبح المسلم على نهج الكافر والتشبه بهم والدين يقوم على الإخلاص لله والتبعية لما جاء به الرسول وهي إتباع سنته ومحاربة البدع والخرافات التي تتبع من الفرق الضالة..

 والمصيبة أنه لا خوف اليوم للإنسان من أن تسعر به النار وكأننا في غفلة من أمرنا وماشيين على خطى الكفار وندعي الإسلام ، والمتاجرة بالدين أصبحت سمة من سمات اليمنيين والمسلمين وإلى زمن قريب وفكر الغرب والديمقراطية في نظر المتشددين من المسلمين كفر وإلحاد وهي من صنع اليهود والنصارى والشيوعيين..

 واليوم هي فكر الأحزاب والجماعات وهي تشريع وبرنامج وبهذا وصلنا إلى درجة النفاق والمزايدة في الدين بعد أن كنا من الأوائل في تثبيت الدين ونشره في كل القارات وأحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم التي خص بها أهل اليمن ومنها (خير رجالات رجالات أهل اليمن ) واليوم من يأوي الإرهاب سوى أهل اليمن ومن يدمر اليمن سوى اليمنيين، نهانا الله جل جلاله عن عدم إيذاء المسلمين وغير المسلمين ونحن نقتل السواح والزائرين وبعضنا كيمنيين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "بشروا ولا تنفروا"..

 واليمنيين يقتلوا بعضهم ويهجروا الناس من بيوتهم ومزارعهم والفتن جزء من موائدهم، متى تغير واقع اليمنيين عندما أصبحت الصلاة من الوجوب والاجتهاد وتحولت إلى الممارسة والابتعاد وعلى أهواء بعض من العباد المحسوبين على الإسلام, وتحول الصدق إلى الكذب والأمانة إلى الخيانة والمحبة إلى العداوة وتحولت الإشاعة إلى الحقيقة, وتحولت المسئولية إلى جلب المنافع الخاصة والعمالة للخارج إلى فطانة وشطارة، والدنيا هي الآخرة وثمارها الأموال والقصور والسيارات وحب الذات..

 وبسبب فقهاء الأحزاب والجماعات وتوجه بعض من العلماء إلى حب الدنيا تم الاستنباط من القرآن ومن السنة ما يناسب الأحزاب والجماعات, وما يوصلهم إلى مراكز القرار، فرق ما بين السماء والأرض, وما بين فقهاء زمان وفقهاء هذا الزمان وإصدار الفتاوى لكي يتم إرضاء من يهمهم البقاء والاستمرار في السلطة والتسلط على رؤوس العباد, وأصبحت المكايدات الحزبية التي ولدت لدينا كشعب الاحباطات وعدم فرض هيبة الدولة أضعف البلاد وعرضها للخراب..

 السياحة ثروة في كل البلدان ورافد من روافد الاقتصاد لكننا في اليمن جعلناها وبالاً على رؤوس العباد وخاصة السواح الأجانب وأهل البلاد, والآثار معرضة للاندثار وليس لها حماية أو اهتمام، الدين عند اليمنيين يتناقص في العقيدة وفي الأمانة وفي العقود والعهود وفي من يجتهد للأمة والإسلام ويبتغي رضا الله..

 لابد لنا من تصحيح المفاهيم في الاعتقاد بما يرضي الله ورسوله واجتثاث منابع الفساد والإرهاب والعمل على استتباب الأمن وسلامة البلاد لمصلحة من من اليمنيين تكون بلدنا وكر للإرهاب تحت فكر الجهاد المسلم يقتل أخوه المسلم، إنه الإحباط الذي يصنعه القادة والساسة في الأحزاب والجماعات والجهاد بفكر الإرهاب ومنكر قتل الإنسان بدون شرع الله والقانون والنظام..

 فساد وبغي السكوت على ما يجري في بلدنا من إرهاب وسكوت العلماء والوعاظ لا بد من مناصرة الدولة في محاربتها للفساد وعلى الأمة واجب حفظ الأمن وعلى الأحزاب والجماعات ان تراعي مصلحة البلاد، اليمن بحاجة إلى علماء لا يتبعون الأحزاب، هل من الدين أن لا يعرف معظم اليمنيين كيفية الصلاة, ولا كيفية الخشوع فيها ولا مبطلاتها بسبب تحويل المسجد من التنوير إلى التطبيل والتحريض بيد السياسيين واستخدام المدارس والجامعات في قبضة الأحزاب في المظاهرات والإضرابات، هل من الدين على اليمنيين أن يوجهوا أو يشهروا على بعضهم السلاح؟ وهل يعقل أن نأوي المجرمين في بلدنا من يقتلون فلذات الأكباد، لا ندري ما هو مشروع الأحزاب والجماعات، هل من الصواب أن نقلب الأمور ونغير الحقائق على هذا الشعب من أجل هدف الوصول؟..

 إن المعترك على السلطة والتسلط أصبح مفهوم أمام كل الشعب والخطاب كاذب في الصحف والقنوات والتحليل بحسب الأهواء غاية منه تضليل الشعب والاستمرار في حكم البلاد، الشعب في حالة حرب مع العصابات وواجب اليوم على اليمنيين تقييم الأحزاب والجماعات والقيادات، اليمن ما زال بدون استراتيجيات تنموية يستفيد منها الشعب وتعود عليه بالنفع وأمام اليمنيين اليوم برامج ومشاريع وأجندة خارجية تنفذ بأيدي يمنية تحت قوة وسيطرة الأحزاب والجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة التي أضرت باليمن وتتعارض بأهدافها مع الأمن القومي للبلاد، متى انتقصت بلادنا من عيون الآخرين ومتى قل شأنها، ومتى هانت الكرامة للمواطنين أمام من هم أقل مننا حضارة وتاريخ, عندما ولينا علينا الظالمين والفاسدين, وعندما مدت أيادينا للسؤال ومن الحاجة المعيشية التي نعيشها..

 حياتنا أصبحت قصيرة والسيوف تقطع رقابنا والهروب من أقاربنا ومن قلة الحاجة والتواصل والزيارات.

الأسرة في اليمن تتفكك وتذهب كل له شأنه وهذا ما لم يأمر به ديننا، يا من أوصلتم ديننا على أنه إرهاب بفضل سياسة الأحزاب اليوم نحن بحاجة إلى من يوقف تهور الجماعات واللحاق ببلادنا إلى مستوى بعض البلدان، الأردن أقل من اليمن إمكانيات والغاز موصل للبيوت مثل الماء ولها عشائر مثل القبائل عندنا لكن حدودها القانون والنظام، لا ندري لماذا لم نستفيد مما عند الآخرين من خطط وبرامج ولوائح وتطبيقها على أرض الواقع ولو بالتدريج ؟.

 لكن عقلية القيادات مبرمجة على العبث والفوضى والعشوائية وهذه الأمور تسهل لها الاستمرار في نهب مقدرات هذا الوطن لصالح الفاسدين والنافذين، اليمن اليوم بحاجة إلى إعادة بناء من جديد في من يكون هو القائد القادر على تلبية ما يحتاجه المواطن من خدمات ورقي ونقل اليمن من بحور الفتن والأزمات إلى المحبة والبناء والسلام واللحاق بالتطور الحاصل في بعض الأوطان ونحن بحاجة أيضاً إلى رقي في التعامل مع بعضنا والاحترام يكفي هذا الشعب ويلات وإهانات وهو يقطع المسافات ما بين الحدود مهدد من لدغ العقارب والثعالب والحيات وحراس الحدود له بالمرصاد.

في الغرب الدولة ترعى الإنسان حتى موته بدلاً عن الأسرة وفي اليمن الدولة ليس لها وجود في حياة الإنسان والأسرة هي من تقوم بكفالة الفرد لذلك يتم اليوم فكفكة الأسرة في اليمن من خلال تركه بدون رعاية أو اهتمام, وعلى قلة دخل الفرد وعدم قدرة الأسرة على رعاية أفرادها لذلك يعاني الإنسان الأمرين في اليمن، غياب رعاية الدولة وقلة الحاجة عند الأسرة والفرد، وهكذا تقوم الدولة في الغرب على حماية الفرد عكس الدولة المسلمة والمصيبة أنه ليس للمسلم رعاية في بلده وأصبحت الدولة الكافرة هي من تقوم برعاية الأفراد؛ لأن من يقود الدول الإسلامية مجموعة لا يهمها مصلحة الفرد ولا مصلحة الأسرة وتعمل تلك القيادات على تمزيق المجتمعات وخلخلة النسيج الاجتماعي والترابط فيما بينهم ولعل النظام في الدول الكافرة أفضل بكثير من أنظمة الدول العربية المسلمة في التطور والاجتهاد..

 اللهم وأخرج اليمن وشعبها مما هم فيه من أخطار وهيئ يا رب الأسباب للقادة المخلصين الأوفياء في حكم البلاد، اللهم آمين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد