تلحظ منذ الوهلة الأولى مدى اللهوة بين جيلين نعيشها في عصر واحد، تجده في تطبيق مفهوم حياتي وعليه تقيس، الفكر والثقافة التي يخلدها جيل الكبار في الشخصنة لرموز بغض النظر كانت على منهج صحيح أو غير، بينما نجد جيل اليافعين ينظرون للإنجاز مع المعالجة الفكرية والاستحقاق العلمي كشرط للكفاءة.
إن فجوة كالتعليم بين جيلين، فمعطيات الحياة في عصر الثقافات المفتوحة والشبكات المكبوح فيها إنسان المدنية وعولمة الأوطان تنبئ بانهيار حتمي لنظرية الإصرار على ركوب العصر فوق جمل الأمس، فالتعليم القائم به جيل الكبار منهجاً وثقافة وتأهيل ونواتج متكررة النسخ أمر لم يعد المجتمع بحاجة له، وهو كالذي يدهن خشب متآكل عفى عليه الزمان وانهكته الأرضة، بهدف التحسين..
لا جدوى منه، فالطعن بالميت حرام، والمغزى له تطبيق أجندة تصر على ( ويبقى الحال على ما هو عليه) الحل: أن يعي الجيل السابق أن الانهيار على أشده، والعصر يحتاج بداية أخرى لجيل ثورة الاتصالات والنظريات الجديدة، فلا جدوى من صلوات التوسل، والبكاء على الأطلال ومديح الإنتاج السابق للسابقين فقد كانوا ولكن كيف صرنا؟.
يجب أن تكون محطتنا، نحتاج جيل يقدم جهداً إضافياً كي يتخذ لإدارته مسارات مشتركة تعمل بمستوى جمعي، من خلال تخطيط الأهداف ووضعها، أو تحديد الاجراءات المناسبة للتنفيذ والمتابعة، وكذلك تفويض الصلاحيات للجيل، جيلنا يشتعل عطاءات وتلهب فيه المشاركة الكفؤة ويجني معه النجاحات المأمولة القابلة للتحقيق.
دعوا الجيل يصنع قراراته ضمن إطار أدوار متعددة، دعوه يهتم بشئونه، واعفو أنفسكم من المقاطعة والمناورات، فزماننا غير زمانكم ولن تكون هناك نقاط التقاء في الصناعة اجعلوا أنفسكم مشجعين على مسرح الأداء، ومشاطرتنا النجاح الذي سيكون' اشحذوا هممنا في إطارها المناسب ضمن بيئتنا الخاصة.
الآن دورنا مركّباً، استحالت فيه استمرار الحياة؛ والمطلوب العبور فوق زمن اغتيل فيه الكبرياء.. نعم لم يعد الطلاء مجدياً!.
سمير الشاطر
طلاء على بناء متهالك! 1041