إن عدم اقتناع الشعوب بإمكانية التغيير وذلك بفعل فشل النخب العربية في ترسيخ مفاهيم الحرية والتنمية لدى الجماهير، أكبر سبب يقف وراء فشل الديمقراطية بالوطن العربي..
ولعل تركيز النخب على الوصول إلى السلطة وتناسيها للدور المناط بها أن تقوم بها إزاء الشعوب أحدث شرخ بينها والجماهير أو بين مهامها والمجتمعات التي أصبحت، تبدو غير متهيئة للديمقراطية.
إن تحقيق الديمقراطية في الأوطان لا يأتي دفعة واحدة بل تدريجياً، عبر النهوض بالإنسان وتغيير مسار حياته، لقبول مبدأ المشاركة والتعاون.
إن مستلزمات الديمقراطية لا تنحصر في صندوق الاقتراع فعملية التصويت بحد ذاتها سلوك قد يمارسه المستبدون والتقليديون والمتعصبون والظلاميون والجاهلون والهدامون الانتهازيون والكاذبون جنباً إلى جنب مع الوطنيين والديمقراطيين والكفاءات..
لذلك فإن المدنية والديمقراطية تتجاوز الصندوق لتصل إلى المناهج التعليمية ووسائل الإعلام والخطب والمواعظ في دور العبادة وآليات التربية في البيوت وفقاً لسياسات تنبع من استراتيجيات عبر سنوات عديدة وحتى ذلك الحين يبقى العرب على قارعة الطريق تتجاوزهم الشعوب الديمقراطية سياسياً واقتصادياً وثقافياً وحتى رياضياً منذ عشرات السنين.
ولهذا يشدد المختصون والباحثون السياسيون على ضرورة أن تسير خطوات الإصلاح السياسي والديمقراطي، بشكل متوازي مع الإصلاح الفكري، والاجتماعي، والتعليمي، والاقتصادي، والفلسفي، لتحدث نهضة شاملة تجعل الديمقراطية حتمية وليست مطلباً بعيد المنال.
فوفقاً لمفهوم الديمقراطية فإن الانتخابات إحدى وسائل الديمقراطية وليس هي الديمقراطية نفسها فالديمقراطية منهاج حياة يتطلب التحضير والاستعداد له بترتيبات شاملة تتناول كافة مفاصل الحياة، لذا فإن وطننا العربي بحاجة لتطبيق الديمقراطية الحقيقية.
إيمان سهيل
النخب العربية..في مهمة إحباط الشعوب 1164