قانون نيوتن للفعل ورد الفعل لا ينطبق أبداً على السلوك السياسي في معادلة الصراع الصهيوني فكل فعل فلسطيني نجد أن له رد فعل لا يوازيه صهيونياً في رد الفعل, بل يأتي أضعافاً مضاعفة, في حين أن الفعل الصهيوني لا نكاد نجد له أي رد فعل فلسطيني, فالرد الأخير الصهيوني على المصالحة جاء بردود أفعال ترشق الحدث والفعل الفلسطيني زخات متوالية.
في حين أن الأفعال الصهيونية لم نجد لها أي رد فعل يوازيها بل حتى أدنى منها أو أقل.
مشروع قانون نتنياهو
وزع مكتب رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو مشروع قانون جديد يصنف الكيان الصهيوني على أنه "دولة يهودية قومية لشعب واحد فقد هو الشعب اليهودي وبذلك فإن الـ 21% من العرب داخل أراضي 1948م الفلسطينية التاريخية يصبحون "غرباء وطارئين" على هذا الكيان وأضاف في مشروعه المقيت الملتهب بالعنصرية الحاقدة عبارة "لليهود وليس لشعب آخر" توكيد كريه وعنصري وله ما له من أبعاد.
المنظمة وكرة الثلج:
منظمة التحرير ووسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية الفلسطينية تناولت الخبر وكأن الأمر يحصل في "الواق واق" حتى تعليق أو تصريح رسمي للمنظمة لم يصدر عنها، كأن الـ21% من الشعب الفلسطيني المستهدف الأول لهذا المشروع لا يعنيها، كرة الثلج الصهيونية ومنذ النكبة التي نحن اليوم لا نقول نحييها بل تدوسنا فيها تكبر كما وأن الكرة الثلجية هذه تبتلع ما يصادفها وتتضخم والعثرة الوحيدة في طريقها كانت وستبقى هي المقاومة والتي انغمست في الانشطار والانقسام و في الاتفاقات منذ الاعتراف واسلو وحتى التنسيق الأمني المخزي.
لا براءة في الصمت ولا مسكنة في اللا فعل، كلها حالات من الهزيمة تسكب الحامض على الجرح وتغرغر لهيب النكبة في عضد الوطن وأبناءه في أطراف الأرض.
لماذا الغموض والاختباء خلف عناوين الأنباء؟!
منذ إعلان المصالحة في 23 في الشهر الماضي لم يعلن عن الخطوات التنفيذية وما يدور في كواليسها إلا العناوين، عناوين للجان المصالحة وإذا ما سمعنا تعليقاً مضافاً نسمع شكوى خجولة وتفاؤل وتصميم نعرف جدية مبعثه ولا نعرف مساره, ولقاء الرئيس عباس وخالد مشعل في الدوحة لم تتجاوز عباراته المعلنة مفردات التصميم في حين لم نجد أي رد فعل على الخطوات الصهيونية والأمريكية التي تقصم الاقتصاد الفلسطيني الكسيح أصلاً.
فماذا أعددنا بديلاً وطنياً عن وقف العائدات للضرائب من قبل العدو وعن وقف المنح من قبل الأمريكان وكيف نؤسس أو هل أسسنا للصمود المعلن؟ وهل لمسنا أو تحسسنا قدراتنا التي تبعث على التفاؤل المعلن؟ هل تمكنا من حشد الدعم وتأمين العمق العربي والدولي للصمود والتفاؤل هذا؟.
إذا كانت القمم كلها لم تؤمن أي جزء في التزامها بقرارها لصندوق القدس والتي وعدت منذ قمة ليبيا ـ بصرف نصف مليار للقدس توالت بعدها القمم بالوعود بالإيفاء بالوعود التي سبقتها وعود لأجل تنفيذ وعود يوعدون أن ينفذونها بوعد لا ينفذ! فبأي ألاء يمكننا الصمود لا بل ونخرجه بالتفاؤل؟!.
إذا كانت القدس التي وصلت حفرياتها بالإعلان بالأمس القريب إلى أكثر من ستين متراً عند أساسات المسجد الأقصى لم تحرك في النفوس قرصة ضمير ولا حتى تأوهاً عند هذا العمق وإذا كانت الاقتحامات المتوالية والمتصاعدة للمسجد وحرمان أهله من دخوله بل والتصعيد والتنظيم والكيانات التي تجاوزت اثنتا عشر كياناً أو منظمة صهيونية تعمل ببرامج وتحويلات غير محددة لأجل تقسيمه أو بناء الهيكل كلها لا تحرك نهشة عند هذا العمق..
واليوم هذا اليوم حشد كبير من المغتصبين سيدخلون أو أعلنوا أنهم سيدخلون باحات الأقصى للتأكيد على تصميمهم الفاعل بالفعل الذي لا يلاقي أي رد فعل إلا عند ثلة من المرابطين الذي ينوبون عن المليارات المادية والمليار والنصف من البشر المسلمين فبأي آلاء نؤكد التصميم والتفاؤل؟ كل ملفات المصالحة عناوين ولا يعلن عن أي تفاصيل ينتعش الشيطان بالرقص فيها وهل ثلاثة آلاف من عناصر الأمن الذي سيلتحقون بغزة من رام الله يعزز التفاؤل بتجاوز الأعاصير التي ينفثها الشيطان في تفاصيل هذا الملف مثلاً، بدءًا من الاعتقال السياسي المتواصل والاستدعاءات التي لم تتوقف حتى اللحظة والتنسيق المتواصل أمنياً مع العدو وقرار عدم السماح لأي خلايا مقاومة بالعمل الميداني..
مروراً بمنظمة التحرير وبرنامجها السياسي والانتخابي للانتهاء من الاستفراد المغلف بحلوى الفصائل التي تصرخ في ميدانها بلا صدى لصوتها فيها وغيرها وغيرها ؟! هل الاختباء بالغموض يكفي درعاً للتصدي والصمود في التفاصيل، أم أن الخمسة ملايين التي تبرع بها مشكوراً أمير قطر لأجل تسويات الديات والحقوق ستشكل حصناً صخرياً لا رملياً أمام الانتهاكات والتعسف بل والضحايا ما فات منها وما هو قائم وخوفنا أن يكون ما هو آت؟!.
إن المطلوب المصارحة مع استبدال الراء فيها باللام ليتطابق المعنى مع الحروف المشكلة لتؤلف الكلمة المعبرة فعلاً وليس شعاراً على الأكفان السخية بدمائها والأكرم منا ومن كل أطرنا المقطعة الأوصال والصوتية الأفعال .
ناصر أبو الهيجاء
الفعل الصهيوني وقانون نيوتن 918