ثورات الربيع العربي وحلم يوشك أن يؤد قبل أن يرى النور ما أن بزغ فجرها حتى حلقنا معها إلى السماء نروم اقتلاع جذور الفساد والتحليق عالياً بأوطان تنعم بالحرية كنا أشبه ما يكون بطفل رنا إلى السحاب يوم ورام أن يرتقي إليها بلمح البصر بيد أنه ما لبث أن أدرك أنه ما يزال في القاع فعاود البكاء عله يجد من يوصله إلى حلمه عانينا كثيراً وظننا أنه آن وقت الحصاد.

أوهامنا لم تبحر بنا معها طويلاً فما لبثت الأيام أن أعادت بلورة تصوراتنا الخاطئة لتغدو ثورات الربيع العربي محطة يعيد بها التاريخ نفسه لنشهد من خلالها مهزلة طالما قرأنا عنها بيد أن الصورة الزائفة التي رسمها لنا الإعلام تقديس لإبطال نسجوا بطولاتهم على الدماء جعلتنا نجهل الحقيقة فإذا بالتاريخ يجسد لنا زيف الوهم الذي نحيا فيه.

وإذ بثورات الربيع العربي تغدو سلم للوصول إلى سوريا وإذا بمن كانوا الحمى يلذون بالشيطان لينزوي الربيع خلف براثنه حتى إذ ما غدت اليمن محطة للصراع وتحولت سوريا إلى أشلاء و استقر الحكم بمصر على جثث الأبرياء و تحولت ليبيا وتونس إلى محطة أخرى من محطات الصراع أيقنا أنه شتاء لا ربيع وأدركنا أن لا حياة لنا إلا في ظل العبودية.. أوليس هذا ما يروم أعداء الحرية أن نصل إليه ؟!

لكن لا .. فلقد علمتنا الأيام أن نحسن استقراء الواقع وهيهات أن يعيد التاريخ نفسه أو أن يخضع من عرف طريقه للحرية نعلم أن الطريق ما زال في أوله ونوقن أن بيننا وبين قطف الثمار أوهام ترسخت ومعتقدات زيفت وأساطير صنعت لها مكان في عالم من الزيف وتربعت في قلوب جهلت معنى الحقيقة واستلذت العبودية بيد أننا ندرك أننا ولدنا أحراراً وأن رسالة رسولنا الكريم أبحرت بنا بعيداً عن شواطئ العبودية وهيهات أن نعود إليها.