الاتحاد الأوروبي ذلك التكتل الذي ضم مجموعة من دول أوربا والذي تأسس أواخر خمسينيات القرن الماضي وتطور شئياً فشيئا حتى بات اليوم يمثل ثاني أكبر تكتل اقتصادي على مستوى العالم..
كل هذا والدول التي أسسته وقتذاك كانت تعاني من ظروف اقتصادية غاية في التعقيد والصعوبة.. بسبب الحرب العالمية الثانية التي أثقلت كاهل الكثير من تلك الدول بالكثير من الأعباء الاقتصادية، حتى أن بعض دول أوروبا التي أسست الاتحاد الأوروبي كانت تتلقى المساعدات من أمريكا.. واليوم صارت دول الاتحاد الأوروبي من أوقى اقتصاديات العالم.. كل هذا طبعاً لم يأتِ من فراغ، ولكن نتيجة التوجه الجاد والسليم والصادق لخلق تعاون وتنسيق أوروبي مشترك من خلال سوق أوروبية موحدة أو مشتركة، وتنسيق وشراكة حقيقية.. سواءً كانت شراكة اقتصادية أم سياسية..
توحد الأوروبيين رغم اختلاف دياناتهم ولغاتهم وأعراضهم .. واختلفنا نحن العرب رغم توحد ديانتنا ولغتنا وعقيدتنا وتجمعنا هوية قومية واحدة ولدينا مقومات الوحدة التي لا تتوافر لأي تكتل أو أمة أخرى.
إننا العرب مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نمضي قدماً في مشروع عربي موحد.. ليس لأننا ذات قومية واحدة كما أشرت بل لأن المرحلة الراهنة تستوجب علينا أن نُفعل مسيرة التضامن العربي المشترك، وأن نفتح مزيداً من الأفاق نحو تحقيقها، لاسيما ونحن في زمن التكتلات والتوحدات، وامتنا ليست بمنأى من التحديات والتآمرات التي تحدق بها من كل جانب.. خصوصاً في ظل وجود السرطان الصهيوني الخبيث في قلب الأمة، إضافة إلى الطموحات المبيتة لبعض دول الجوار العربي .. والمخططات الخارجية لتمزيق الأمة العربية وتقسيم دولها إلى دويلات صغيرة متناحرة ومتقاتلة فيما بينها ومع بعضها..
أضف إلى ذلك المشاكل الاقتصادية والتي ألقت بعضها بضلالها وأوزارها على معظم شعوب البلدان العربية.. والتي تستدعي التوحد لمواجهتها والتغلب عليها.
موسى العيزقي
قوتنا في وحدتنا..! 1084