كثرت في الآونة الأخيرة الفعاليات المقامة تحت مسمى تكريم المعلم من قبل الجهات المشرفة على العملية التعليمية كتقليد سنوي إحياء ليوم المعلم ابتداء من الوزارة ومكاتب التربية بالمحافظات والمراكز التعليمية بالمديريات والمدارس ونقابات التعليم وغيرهم من الجهات شاعرين بأنهم قد أعطوا المعلم حقه كاملاً بهكذا تكريم..

 فإليهم نقول المعلم في غنى تام عن تكريمكم هذا فتكريمه يا محترمون ليس شهادة تقدير تسلم له ولا تهنئة ترسل باسمه ولا شنطة أو ساعة تهدى له ولا مبلغا ماليا يستلمه ولا كلمة مدح تقال فيه ولا فعالية تقام باسمه وما تقومون به لا يساوي شيئاً أمام المعلم ومكانته فالتكريم الحقيقي الذي يريده منكم أن تعيدوا للتعليم هيبته وللمعلم كرامته وللكتاب قدسيته وللطالب مكانته وللمجتمع ثقته فتكريمه أن تحترموا المهنة التي يؤديها وتوقفوا التعسف ضده وتبتعدوا عن خصم راتبه بدون أي وجه حق وأن تعطوه حقوقه كاملة وتوفروا له حياة كريمة له ولأسرته وتستجيبوا لجميع مطالبه وأن تبعدوا الفاسدين واللصوص من جميع إداراته وأن تطبقوا مبدأ الثواب والعقاب على الجميع وأن تعتمدوا الكفاءة والنزاهة لشغل سلم القيادة وأن تبعدوا الحزبية والمناطقية والمحسوبية والرشوة والغش من جميع مؤسساته التعليمية فما تقومون به من تكريم ما هو الا عبارة عن إهانة له ولمهنته المحترمة والا ماذا يعني أن تكرموه بشهادة لا تساوي خمسين ريالاً وهدية لا تتجاوز قيمتها خمسمائة ريال فهل هذا هو التكريم الذي يليق به والغريب في الموضوع أن المكرمين ليسوا من المعلمين المستحقين له وإنما أناس قد كرموا سنوات عديدة ولا يصل التكريم للمعلم المجتهد الا في النادر فأعيدوا معايير اختياركم للمكرمين ونوعية التكريم والآليات التي تختارونهم من خلالها حتى لا تظلون تدورون في حلقة مفرغة ولكي يصل الحق الى أهله لأن هذا التصرف من قبلكم سيكون مردوده سلبياً على المعلم وميدانه فيصل الحال به إلى الإحباط والإهمال..

 فالتحية لكل معلم شريف يعمل بكل جد واجتهاد ولا ينتظر منكم جزاءً ولا شكورا وفق الله الجميع لما فيه مصلحة العملية التربوية والتعليمية وتحيا اليمن حرة أبية وعندها نرى التكريم الحقيقي للمعلم في طول اليمن وعرضها يا أفاضل.