من السذاجة والسخف أن نثق في الوعود الخارجية والالتزامات الغربية التي تملا علينا ليل نهار دون حضور لأياً منها في الواقع الملموس فقط تشدق وتلاعب بآمال الشعب (الشعب الذي أهان من مستوى إدراكه فانطوت عليه خداعيتهم) من يقرأ الواقع سيرى خلاف ما يروجون له كل المتشدقين باسم اليمن واستقراره ورخاءه على الأغلب فالكثير فقط ينسلوا إلينا وفينا وفي أركان وطننا بمثل هذا وعلى حسن ظن منا فهم يمكرون بنا ويستخفون بأحلامنا ومع ذلك فهم بذلك وبأبواق الرواج لهم قد انتصروا علينا وأغاروا فينا حتى أمكنوا مما ارادوا وعلى سبيل المثال كثير من الدول الغربية والعربية التي تنادي لإحلال الأمن والسلام في ربوع يمننا الحبيب وتروج لنفسها من هذا الباب لتلامس آفاكهم عقول تحجرت في جماجمها لا تدرك البعيد ولا تلامس القريب..
فقط يكفيك أن تقول لها أحبك فتذوب عقولهم بين يديك وإلا لمن يفكر بعقل كبير وواعي سيدرك التناقض الكبير بين الرواج والواقع فكثير من تلك الدول وبتأكيد على ذلك من رئيس الجمهورية عبدربه هادي وفي الأمس القريب بأن تلك الدول هي بالأساس من تصدر إلينا الإرهاب وأن عناصر التنظيمات المتطرفة التي ترهق اليوم اليمن أرضاً وشعباً هي وافدة إلينا من أصقاع دول العالم بما فيها من تنادي لنبذ التطرف فأي تناقض هذا يا أولي الألباب؟.
من له عقل سيدرك حقيقة فعلاً أن أعداءنا هم من يزرعون التطرف ويروجون لإرهاب اليمنيين فقط ليصنعوا لأنفسهم ثغرة تبرر ضرباتهم وتدخلاتهم في الشئون اليمنية وانتهاك سيدة اليمن أرضاً وإنساناً سواء كان هذا الانتهاك عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً أو...إلخ
ليعلم الجميع أن التطرف( صناعة خارجية واستهلاك محلي منسوب)وأن هناك دول تسعى جاهدة لتشويه المعنى القرآني الحقيقي للإرهاب من جهة وانتهاك سيادة اليمن والتدخل في شئونه من جهة أخرى وتلفيق الأفكار الظلامية بديننا الإسلامي فمتى ندرك جميعاً دون استثناء؟!ما يدبر لنا وما يحاك ضدنا وينفذ بجهالة منا بأيدينا ومتى نتعلم الإدراك؟ حتى لا يملى علينا, ومتى نعرف أننا نستخدم كأدوات تمزيق لبعضنا وببراءة مقصد منا فقط لأننا نسيّر من قبل غيرنا لماذا لم نتساءل ما هي خسائر تلك الأطراف أمام التطرف إذا كان داء عالمياً ووباءً متفشياً في كل دول العالم، فقط في اليمن وبعض الدول العربية والإسلامية نسمع عن هذا الداء العظيم!!
ثم إذا ما التفتنا لنلتمس مواطن النشأة وعناصر التكوين وجدنا أغلبها بصبغات غربية ومحتوى خارجي, فقط ترتدي جرام إسلامي. إذا كان 70% من عناصر تنظيم القاعدة التي نواجه اليوم معها حرباً ضروس من دول خارجية (غربية وعربية )فما المعنى إذا ؟!.
إن الإرهاب المذموم والتطرف صناعة دول كبرى تستهدف من خلالها سيادة الأوطان واستقلال الشعوب والتحكم في مصيرها ومواقفها والنخر في قوة أركانها وإضعاف أمجادها واقتصادها وإخضاعها للضغوط الخارجية وكما هو الحال اليوم معنا تنتهك سيادتنا ويتحكم أعداءنا في خريطة مستقبلنا ليس إلا لأننا لا نحمل مشروعاً حقيقياً في النهضة بواقع اليمن والناي به عن الإملاءات الخارجية وانتهاك سيادته, أقول هذا ليس واقعاً فينا وإنما بما يبدو من أفعالنا وتصرفاتنا تجاه الوطن فنحن كذلك ما بقينا على هذا.
فالله الله يا أبنا اليمن في الالتقاء عند مواطن اتفاقنا والتحريم عن انفسنا الولوج إلى خنادق الاختلاف والاجتماع في ميدان الكفاح من أجل الوطن وسيادته أمام تنظيمات التطرف التي تريد أن تخضعنا لقبضتها ولقبضة الأعداء من نافذتها وباسمها يتحكم النافذون فينا وينخرون في سيادتنا فهي ورقتهم للانصهار في أجزاءنا وتجميد أفكارنا عن الاستقلال الحقيقي, كما وأن هذه التنظيمات تريد أن تفرض واقعاً ليس من ديننا بشيء فقط لتشويهه أمام الفطر السليمة والتشكيك في اتباعه..
فأي انتساب يدعون وأي نهج به يمضون وهم له أعداء وضداً ليس ذلك إلا ليستقطبوا فطر الشباب النقية بأفكار انحرافيه ظلامية لا تخدم إلا من يريد التحكم فينا والاستقواء علينا..
المجد والخلود للوطن والفناء لكل أعداءه والنصر والتمكين لشعبنا اليمني العظيم وامتنا الإسلامية والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أنور هاشم العلوي
منبع التطرف وواقع اليمن!! 1135