;
أ . محمد عبد الله عكروت
أ . محمد عبد الله عكروت

مشروع استراتيجية اجتثاث الإرهاب 961

2014-05-04 18:31:42


مخطئة هي أمريكا وكل من يحارب الإرهاب بطريقتها وطائراتها وخططها وكل من يتعاون معها رغبة أو رهبة وكل من يقف في خندقها مدعياً أنه يريد اجتثاث آفة الإرهاب وهو إلى الآن لم يتفق الجميع على تعريفه حتى ترسم الخطط الصحيحة لمواجهته وأظن بل وأتأكد أن أمريكا هي من يرفض الاتفاق على تعريف صريح للإرهاب إذ أن الإرهاب في الحقيقة هو أوروبي المولد ـ أميركي التهجين كما يقول د/ علوي عمر إلا أن الأمريكان والأوروبيين يعملون بكل الإمكانيات الإعلامية والعسكرية والدينية أن يربطوا الإرهاب بالدين الإسلامي وهو من الإرهاب براء.

ـ إن لكل مجتمع خصوصيته والمعروف أن أمريكا مجتمع كوكتيلي لا تجمعه إلا أرض و أمن قومي وبالتالي فإن تصدير الأزمات إلى ما وراء البحار بالنسبة لأمريكا ضرورة حتمية لحماية أمنها القومي.

ـ أما نحن في الوطن العربي عموماً واليمن خصوصاً فإننا أمة حضارية دينية تضرب في أعماق 6000 عام تقريباً ولذا فإن عوامل متعددة تجمعنا لعل أهما: (الدين ـ اللغة ـ الثقافة ـ الحضارة ـ الأرض ـ العادات)

ـ ما سبق يؤكد لنا أننا ليس بالضرورة أن نأخذ استراتيجية أميركا في محاربة واجتثاث الإرهاب ولكن علينا أن ندرس أسبابه ونقوم بمعالجتها تدريجياً وسنصل إلى نتائج طيبة ذات فاتورة وتكاليف منخفضة جداً, عكس الطريقة الأمريكية باهظة التكاليف بشرياً ومادياً.

ـ إن أسباب الإرهاب في اليمن لا تحتاج منا إلى بحث وتنقيب فهي أسباب سطحية ظاهرة للعيان ويستطيع أي إنسان رؤيتها بالعين المجردة وبدون استخدام أي عدسات مهملية.

ـ إن من ضمن هذه الأسباب والتي نوجزها بدون تطويل ممل ولسنا بصدد شرحها فالكل يعرفها وحسبنا هنا التذكير ليس إلا وأهمها:

1.   الفساد (المالي ـ الإداري ـ الأخلاقي ـ الديني ...).

2.   البطالة (المقنعة ـ السافرة ـ الموسمية)

3.    الفقر (فقر المادة ـ فقر الدين ـ فقر الأخلاق والذوق العام)

4.   التعصب (المذهبي ـ الحزبي ـ الشللي ـ الطائفي)

5.   مراكز القوى (القبلية ـ العسكرية ـ السياسية ـ الدينية)

6.   الجهل والأمية (فالمجتمع اليمني مازال من أرفع الدول نسبة في الجهل والأمية)

7.   الأمراض (بكل أنواعها الجسمية ـ العقلية ـ النفسية)

8.   عدم احترام القوانين (إن عدم احترامنا للقوانين ولوائح الأنظمة الموجودة في اليمن في أرشيف المؤسسات الحكومية والشعبية وهي من أهم العوامل التي تؤدي إلى الفوضى وغياب الدولة وفقدان هيبتها وظهور نتوءات: قبلية ـ دينية ـ عسكرية ـ سياسية تفرض هيمنتها هنا أو هناك كل ذلك هي الأسباب الرئيسية للإرهاب, وكذا الارتهان للخارج والعمالة بكل أشكالها وألوانها وهو ما جعل الأخ رئيس الجمهورية في كلمته أمام الدفعة 25 لدرجة الماجستير في الحقوق وعلوم الشرطة يؤكد أن 70% من عناصر الإرهاب هم من خارج حدود اليمن بل وأكد أن معظمهم في أوروبا وأمريكا وهو ما يؤكد ما ذهب إليه د/ علوي عمر في بداية تناولتي هذه.

كما أكد رئيس الجمهورية أن الإرهاب دمر السياحة والتجارة والاقتصاد وأحبط مسيرة المستقبل فأقول: إن كل ما ذكره الأخ الرئيس هو نتائج وليس أسباب وإن معالجة النتائج لا يمكن إلا بمعالجة الأسباب والأسباب لا يمكن معالجتها بالقتل والقتل المضاد كما أن الأسباب التي ذكرتها آنفاً تناولها الأخ الرئيس في ذلك الخطاب فليرجع إليه كل قارئ يريد المقارنة والفحص والموضوعية وسيجد أن معالجة كل ما سبق لا يمكن إلا بحزمة في المعالجات والإصلاحات التي يجب القيام بها ضمن خطط آنية ومتوسطة وبعيدة المدى وهو ما حوته وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل والمتضمن 1800 مادة والتي يجب علينا جميعاً شعباً وحكومة وقوات مسلحة وأمن ومنظمات وأحزاب وقبائل أن نتضامن ونتظافر في جهودنا كل في مجاله وكل يبدأ بنفسه بأفراد عائلته حتى تتسع دائرة الإصلاحات شيئاً فشيئاً لتشمل اليمن من خليج القمر حتى باب المندب..

 وفي سمحه ودرسه حتى جبل نار متسلحين بالعدل والمساواة وتكافؤ الفرص وتطبيق القوانين على القوي قبل الضعيف والتعامل بالصدق والحب والوفاء والإخلاص ومكارم الأخلاق.

مبتعدين عن البغضاء والكراهية والحقد والحسد والغلو والتعصب وبهكذا استراتيجية صدقوني لن يبقى للإرهاب في يمن الإيمان أي وجود فهلا نحن فاعلون؟.

*كاتب وباحث اجتماعي

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد