أحدث "سيمفونيات" الزعيم الدرامية "صاحب السعادة" الذي سيتم عرضه في رمضان القادم، وبتلك الصفة "الدبلوماسية" ومن خلالها نُطلُّ على جانبٍ من إرث "الزعيم" وعلى بعضٍ من وصاياه وما تحمله من "كوميديا سوداء" ـ قد تكون بمثابة "الأيادي البيضاء" في اليوم الأسود لواقعنا الأغبر في هذه البلاد الذي يرسم رئيسها عبد ربه منصور هادي في خطابه الأخير يوم أمس الأول أمام قيادات وضباط الداخلية لوحة تعبيرية وصورةً مجردة لراهن المرحلة وواقع حال البلد ما جعلني استحضر مشاهد الواقع وأربطها بمشاهد الذاكرة الدراماتيكية ومنها استلهمت عنوان هذه المقالة "الرئيس في حضرة أعمال الزعيم!!
العام الماضي أتحفنا الزعيم بـ"العّراف" ويوم أمس تأكد لنا أن لا مكان للعرافين مع العارفين، وأن لدينا رئيساً يعترف لشعبه بمعرفة كل شيء ـ كيف لا؟! والرئيس قد أعلنها على الفضائيات قائلاً أنا أعرف كل شيء.. سبحان العارف القائل "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" ومع ذلك لم يصل مستوى فريق الرئيس إلى مستوى "فرقة ناجي عطا الله" التي قادها الزعيم قبل عامين ـ حتى حكومة الوفاق الباسندوية لم تصل إلى مستوى "دموع في عيون وقحة" رغم غزارة دموع رئيسها التي أطاحت بأحلام الشباب والتي فاقت "أحلام الفتى الطائر"، والمسؤولية مشتركة "مِين ولاّ مين" ولم تُفلح الحكومة حتى في التسوُّل لدى الخارج رغم اتساع دائرة الاتهامات لكثير من قياداتها بلعب دور "النشال" في الداخل .. وتلك أبرز مسلسلات "الزعيم"!!
الرئيس هادي هدد يوم أمس بكشف الأوراق, يا ليت!!.. الشعب يريد المكاشفة بدلاً من فصول "سري جداً" الشعب يريد عرض "أنا وهو وهي" ـ الشعب يا سيادة الرئيس وأنا واحدٌ منهم لم نعد نناديك يا فخامة الرئيس ـ طاعة لقرارك في 22/3/2012م ـ الشعب في 21/2/2012م عاش معك فصول "حالة حب" وأصارحك أن الكثيرين من الناس اليوم أمام مشاهد "أنا فين وأنت فين" وفي ظل الوضع الراهن انتهت "غراميات عفيفي" و"الواد سيد الشغال" شبّ عن الطوق وربما "سيد" نفسه أول من رفض وثار على دور الرئيس المحلل ـ أليس كذلك؟ وبذلك وحده يكون الرئيس زعيماً ولو وُجِد زعماء آخرون فذلك من حقهم، ولا زعامة بلا رئاسة وما دونها مجرد "بودي جارد" وتلك أهم عناوين مسرحيات "الزعيم"!!
الرئيس هادي صرخ يوم أمس قائلاً: أنا يمني ما جيت من كينيا ـ يا سعادة الرئيس هل غيرك جاء من الصومال والحبشة؟!! رائعة تلك الصرخة الوطنية اليمانية وكل الاحترام لغيرنا من بني البشر و إخوتنا في الإنسانية أياً كانت هويتهم ومُسمّاها ـ الشعب يدرك أنك أبو الصبي والآخرون يدركون وإن لم يشاهدوا "الواد وأبوه" إلا من لديهم "زهايمر" أو من لم يدركوا نهاية "مرجان أحمد مرجان" وما تعهُّد الرئيس بمغادرة الكرسي حال استمرار الجبايات الأمنية من المواطنين إلا رسالة مفادها أن اليمن ليست "عمارة يعقوبيان" وما جُرأة الرئيس وكشفه عن تورُّط دول كبرى بتصدير الإرهاب إلى البلاد سوى مؤشرٍ على رفض استمرار "السفارة في العمارة" أو "التجربة الدنماركية" ـ وكنا ننتظر من الرئيس أيضاً رفض "هاللو أميركا" وهذه الأفلام أبرز محطات الزعيم في الألفية الثالثة!!
الرئيس هادي وكعادته بدا حازماً في مواجهة الإرهاب متجاوزاً "أمير الظلام" ورافضاً الحوار مع "الإرهابي" وكشف عن مغادرة نحو 37 شركة استثمارية وربط بين الاستقرار والاستثمار في مقاربة مع "الإرهاب والكباب" وشخصياً أساند الرئيس والدولة في استئصال شأفة الإرهاب وأشد على أيديهم كغيري من أبناء هذا الوطن، الرئيس أعلن الثورة على المحسوبة والوساطة وعلى منهجية "الواد محروس بتاع الوزير" وأرسل رسائل من الوالي وليس "رسالة إلى الوالي" ودعا الرئيس إلى صحوة شعبية تُنهي مشاهد "النوم في العسل" وتحدث إلى الشعب "المنسي" عقب جولة من "اللعب مع الكبار" والتصريح بكشف أوراقهم محذراً من "مسجل خطر" ومتحدثاً عن انتهاء زمن "حنفي الأبهة" وكاشفاً عن مؤامرة "جزيرة الشيطان" وتلك هي أبرز ما قدمه "الزعيم" في تسعينيات القرن الماضي!!
الرئيس خاطب الشعب بوفاء "سلام يا صاحبي" وبلا "حواديت" ودون التطرق إلى "كراكون في الشارع" وحذر "الهلفوت" وتحدّى "الإنس والجن" ـ حتى الصحفيين وقبلهم العلماء ناجزهم وأكد معرفته كما أسلفنا بكل شيء ولسنا هنا بصدد فيلم "خلي بالك من عقلك" ولو كنت "أفوكاتو" و"حتى لا يطير الدخان"، أو أفلام "رجب وشعبان ورمضان" أما الرئيس هادي كعادته أكد عزمه على استئصال الفساد ولو كان "الغول" وإن اقتضى الأمر مواجهة "عنتر شايل سيفه" ولا مجال لـ"الحريف" ولا حاجة لـ"المتسول" و"المشبوه" أكد الرئيس على الاكتفاء بـ50سنة فوضى ومحسوبية من "الجحيم" وأن الشعب سئم ولم يعد "غاوي مشاكل" وأشاد الرئيس بالأشقّاء "خلي بالك من جيرانك" ولأن "البيوت أسرار" و"يكفي بحثاً عن المتاعب" فقد أكد الرئيس أن عاصمة لا نحميها لا نستحقها إنها "أضواء المدينة" وبعيداً عن فيلم "البحث عن فضيحة" فقد رأى الرئيس هادي أن يستر على الدول الكبرى المتآمرة على البلاد من أجل مصلحتها "المحفظة معايا" ومن منطلق تجنُّب "البعض يذهب إلى المأذون مرتين" وتلك عِبَر ووصايا "الزعيم" النجم الكبير عادل إمام الذي كلما تذكّرتُ أحد أعماله أو ذكرتها تحضرني مقولته الشهيرة "هو أنا أعرف أسمي أكثر من الحكومة؟".. وختاماً ممكن أسأل.. أنا من أنا؟ أيش أسمي؟
اللهم متّعنا بأسماعنا وأبصارنا وعقولنا.. آمين! يا رب العالمين والله المستعان.
محمد عبد الملك القارني
الرئيس في حضرة الزعيم!! 1288