أيها القضاة.. الحقوا جموع الشعب حيث وطني يتشرد ومختبئ خلفكم يحتمي في عدالتكم.
أيها القضاة.. إن المجرم يتكيس في وطني في كل ناحية ويأمره أن يستسلم لأنه لو استسلم لمات وطنكم.
أيها القضاة... انقذوا وطننا حيث السماء مغيمة فقد بات وطني تحت الجراح تلهب مشاعره وفؤاده.
أيها القضاة.. إن وطني يعزف على التشرد والجوع والحرب ستارة مسرحه اليومي تقفل بيد جلاد أشر, فزهرة الياسمين عندنا تحترق وتستعر وسنابل القمح ذهب لونها والزيتون تغطيها ألوان طيف المجرم القذر.
قضاتنا وطني يدعوكم لحملة حب وسلام.
قضاتنا.. وطني تهجره العصافير من على الشجر حيث تنشد زغاريد البكاء ومن خلف النهر نسمع النواح والعويل تلونت سمانا عتباً وكرباً وذهبت السحب عنا فسماؤنا حيث القمر اختفى والنجم ذهب بعيداً ولم تبقَ إلا عدالتكم ساطعة في هذا الوطن لأنها هي من ستبحر في شاطئ هذا الوطن وتنقذه وتعمر تأريخه وتراثه.
قضاتنا.. لن نستطيع أن نبني أحلامنا الوردية بسواكم فدنيانا بدون ميزانكم رحلة من الشقاء حيث الجفاف والملل.
قضاتنا.. إنكم مستوطنون في قلوبنا أكثر مما أنتم مستوطنون في هذا الوطن.
قضاتنا.. إن حروف قوانينا تجهش بالبكاء لهجرانكم لها وكفتي ميزان عدالتنا يتمايل لبعدكم عنه.
قضاتنا.. أمنياتي أن ترجعوا إلى كراسي المحاكم وتلبسون قبعاتكم التي أعتدنا عليها لتنشروا العدل والخير.
قضاتنا.. اعذروني إن خانتني حروفي, أو انقصت قدراً فما أنا إلا شاب مولع بحب الميزان.
عزام المحامي
رِسَالَتِي...إلى القٌضَاة 1266