خبيط الخبيط يا مسئولي جامعاتنا!
كتبتٌ كثيراً عن التعليم, وعن إصلاح التعليم الجامعي, وعن حماية برامج الدراسات العليا من الفساد في الجامعات اليمنية، ويبدو أني أكتب فقط لنفسي وللقراء الذين لا يملكون صناعة القرار في الجامعات اليمنية وتأكدت بعد أكثر من 15 سنة من الكتابة تأكدت أن المسئول في بلادنا ربما يقرأ قبل أن يصل إلى الكرسي وما إن يصل حتى يقطع كل خطوط التواصل بينه وبين القراءة والمجتمع بكامله ويركز على ترتيب أموره ومصالحه الخاصة!.
هي مقدمة لا بد منها للتذكير بأن الإشراف العلمي في الجامعات اليمنية في خطر؛ فلم يعد علمياً في بعض الكليات بل صار إشرافاً مالياً وإلا لما تكالب كثير من أعضاء هيئة التدريس للإشراف على رسائل علمية ليست في تخصصاتهم..
اتقوا الله في سمعة جامعاتكم فالمال ذاهب ولن يبقى سوى الذكر الحسن!! كيف سيكون موقف الجامعة حينما تخرج منها رسائل ماجستير ودكتوراه تحت إشراف أساتذة ليسوا متخصصين؟!!! وما موقف طلبة الدراسات العليا الذين يحصلون على الماجستير والدكتوراه تحت إشراف غير متخصصين؟! حينما يذهبون برسائلهم إلى أي جامعة عربية فيجدونها مرفوضة بسبب الإشراف غير المتخصص؟!! أتمنى ألا تنسيهم الفرحة بالمال أو بالدرجة -كيفما كانت- مستقبلهم العلمي والمهني؟!! وأتمنى أن تضع الجامعات استراتيجيات تمنع الإشراف غير المتخصص بحزم مهما كانت الأسباب, وتتيح الفرصة لتنويع برامج الدراسات العليا بحسب التخصصات حتى تخف وطأة التكالب على الإشراف العلمي بعيداً عن معايير البحث العلمي!!.
رزق الإنسان مكتوب مكتوب(كثيراً أو قليلاً) وخير له أن يحصل عليه بطرق مشروعة ونظيفة وهو مرفوع الرأس بدلاً من أن يعرض سمعته للقيل والقال!.
سعاد سالم السبع
مرض الإشراف العِلمي في الجامعات اليمنية 1277