الأخ الرئيس- عبدربه منصور هادي المحترم
تحية طيبة وبعد..
قد يكون هناك من يرى أن من حقك اتخاذ النهج الذي يدفع الناس إلى (الترحم على النَبّاش الأول) حسب ما ورد في الأمثال الشعبية.
ولكن ليس من حقك أن تزرع في نفوس المجتمع استحالة التغيير إلى الأفضل، فهذه السياسة ستبقى خطيئة كبرى في تاريخ حكمك.
لأن الزمن يمشي سريعاً والتطورات المتلاحقة كل يوم تثبت لكل ذي بصيرة أن أساليب التبرير لم تعد مقنعة ولا مقبولة فهي جزء من الماضي بكل محتوياته.
لقد بذل الأشقاء السعوديون, والخليجيون, والأصدقاء الأمريكيون والأوروبيون جهوداً كبيرة من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية للعمل على إحداث تغيير سياسي سلمي في اليمن، يسير بانسيابية ويحقق لليمنيين تطلعاتهم المشروعة في بناء دولة مدنية تستند على قواعد الحكم الرشيد وترسيخ سيادة النظام والقانون.
ولكن واقع الحال يؤكد أن التغيير إلى الأفضل ليس في وارد حساباتك وسياساتك يا فخامة الرئيس.
ليس عجزاً!! فأنت تملك كل الإمكانيات السياسية والقانونية والإدارية التي تمنحك القدرة على تحقيق ما تريد ولكنها تبدو قناعة ثابتة لأنك جزء من المنظومة التي تقوم بالحفاظ عليها.
ومن الصعب على شخص ظل محكوماً بنمط حياتي وثقافي وسياسي وإداري عقوداً من الزمن أن يغير من تركيبته النفسية ورؤاه العملية وطموحاته الذاتية بين عشية وضحاها، خاصة وهو في مراحل متقدمة من العمر.
ولذلك أعتقد أن من حق نفسك عليك أن لا تحملها ما لا تحتمل في هذا السن. وفي أقل الأحوال عليك أن تحافظ على سمعتك وأن لا تبقى سُلماً لقادة النفوذ الحزبي والجهوي وأصحاب المصالح غير المشروعة، فهؤلاء جميعاً لن يرضوا عنك إلا عندما تصبح تاكسي للفساد والمفسدين..!.
فتحقق لهم طموحاتهم ويستنفذونك حتى آخر نفس, ولا يهمهم بعد ذلك أن تقع فيما وقع فيه غيرك، وأن يكونوا أول من يعلن طي صفحتك والقول أنك أصبحت في مزبلة التاريخ.
أخيراً: أسأل الله أن يحقق لوطننا اليمني العظيم كل ما يصبوا إليه من تقدم وعزة ورفعة..
والسلام.
أحمد محمد عبدالغني
سُمعَتك أيها الرئيس أولاً 1136