لقد غادر الدكتور- أبوبكر القربي وزير الخارجية اليمني والوفد المرافق له إلى لندن يحملون معهم حقيبة الإنقاذ الاقتصادي لهذا البلد.
الحقيبة التي جرى إعادة ترميمها بمقر انعقاد رئاسة الوزراء وبإشراف من الحكومة بكل كادرها, ومن ما يجدر الإشارة إليه أن الحقيبة قد جرى تصنيعها من قبل حكومات النظام السابق لكن في الوقت الحالي جرت لها الإعدادات اللازمة والترميمات والتشيكات اللازمة لتغادر إلى لندن برفقة الوفد اليمني.
لقد عادت الحقيبة من مؤتمر الرياض وعين من عينيها تبكي لأنها عادت خالية فاضية لم تستقِ ولم ترتوِ من عطشها ولو بدولار واحد, أما العين الأخرى فتبتسم راجية وتاركة للأمل طريق العبور بالوعود الكثيرة في مؤتمر الرياض.
تلك الوعود التي تقول الحكومة أن الشعب اليمني متفائل كثيراً بها لحل مشاكله ومعاناته..
مسكينة تلك الحقيبة لقد غادرت صنعاء إلى لندن وهي لا زالت مليئة بأوراق وعود الرياض الذي لم يتم سحب منها ولو وعد واحد ليصرف بدله شيكاً ليعيد لهذه الحقيبة الحياة أو يسد شيء من رمقها وجوع أمعائها الخاوية.. بدت الحقيبة متفائلة هذه المرة تحدث نفسها بأنها ستعود مليئة بالدولارات خصوصاً أنها صدقت كلام جميع الوزراء في الاجتماع الأخير بأنهم متفائلون وكلهم ثقة في دعم المانحين وصدقهم هذه المرة وأنهم سيوفون بوعودهم.. بينما الحقيبة تستريح في أحد غرف فنادق لندن إذ استعادت شيء من عقلها فأخذت بالتفكير والمراجعة في حوار بيني نفسي خفي خالص دون علم أي من أعضاء الوفد اليمني فتقول لماذا أنا على هذا الحال؟ أسافر مع مجيء كل حكومة لهذا الغرض فشعرت بالحياء من جدران الغرفة التي كانت تقيم فيها فدفعها الحياء لمصارحة ومكاشفة الوفد بما فيهم الوزير قائلة: لن أحضر معكم المؤتمر فسئلت ولماذا؟ قالت لقد استحييت على نفسي وأنا أشعر بمماطلة ومرمطة المانحين هؤلاء..
قالوا أنتِ الآن في لندن ولا داعي لمغادرتك دون حضورك.. فأصرت على المغادرة, فوبخوها قائلين الآن أخذتك العزة بالإثم وأنتِ فعلتِ هذا الشيء نفسه في حكومة الدكتور الإرياني وبا جمال ومجور لحقبتين ومؤتمر الرياض في حكومة با سندوه وأصبحت لديك خبرة كبيرة في ما تفعلين حالياً وخصوصاً هذا المجال, فلمَ مؤتمر لندن أردت مقاطعته؟ على هذا النحو, فردت لن أفعل هذا بعد اليوم ومبرراتي لقد قررت الاعتماد على نفسي وسأشمر وأنا في لندن لأعمل بيدي وفي مجالات مختلفة, وقد توقع خبراء اقتصاديون أني لو اجتهدت سأصبح في مصافي الأغنياء في العالم فلماذا؟
لا أربط حجراً إلى بطني استقوي بها إلى أن أحقق كل هذه المكاسب المتوقعة بدلاً من أن أجلس وأنتظر الوعود.
لقد تفطرت قدماي وأصابها الفطر وأنا أنتظر وصول المساعدات والمعونات..
الحقيبة هي اليمن الغالية الحبيبة في نفس كل يمني, لقد ملت بلدنا وأصابها الضجر من كذب ووعود أصدقاء اليمن المانحين وأخذها الحياء, واستحيت على نفسها من المسؤولين اليمنيين وعبثيتهم في إدارة شئون البلد الاقتصادية, وأعادت تركيزها على ثروتها من الموارد البشرية من أبنائها وكذلك الثروة الاقتصادية لإعادة بناء اليمن الجديد, على دعائم هندسية اقتصادية كبيرة متقنة تستطيع تحمل أثقل وأكهل الظروف بأيدي المخلصين من أبناء الوطن..
فبذلك سنثبت للعالم أن قدراتنا في تحمل الصعاب لا تقل عن قدراتهم, وأن أحلامنا تفوق أحلامهم, وسنبذل الجهود والعطاء أكبر من جهودهم لننير شمعة العملاق الكبير.. العملاق الاقتصادي اليمن بإذن الله.
زكريا الحسني
حقيبة حكومات اليمن المليئة الخالية 1284