هناك فرق بين ثورات الربيع العربي وهناك فرق أيضاً في الثورات المضادة وكما تميزت الثورة اليمنية من بين ثورات الربيع العربي بنضوجها ووجود قدر من الوحدة بين ثوارها وبعدها أيضاً عن الإقصاء وتمثلها لشراكها حتى مع النظام السابق نفسه فإن ثورتنا المضادة نموذجيه أيضاً فهي الوحيدة التي ترتكز على أصحاب الماضي الأسود الدموي في الجنوب والمتمردين والخارجين على الدولة والقانون في الشمال بالإضافة للوبي الفساد والظلم.
والجميع طبعاً استعادوا أنفاسهم بسبب التخبط الذي قاد المرحلة الانتقالية بين سياسة مؤسسة الرئاسة وتابعيها, والحكومة بشقيها الثوري وبقايا النظام السابق بالإضافة للدعم الخارجي سواء الخليجي أو الإيراني الذي كلاً منهم له مأربه من هذا الوطن
ما يهمنا في ثورتنا المضادة أنها الشهرين الأخيرين كشرت عن أنيابها وبدئت تستخدم معاولها لهدم مكاسب الثورة وقيمها سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وما يمارس اليوم من استهداف لقوى الجيش والأمن وتخريب للاقتصاد ونفش ريش الحراك المسلح والحوثي والمشايخ الظلمة وبقايا الفاسدين وعودة روح الانتقام من الشعب الذي هب لخلعهم في 11فبراير والذي يجمع كل هؤلاء هو الظلم وممارسته بأسوأ صوره الإنسانية وسقوط ضحاياه بلا رحمة.
ما ندري بماذا يفكرون هؤلاء هل إزهاق الأرواح وتخريب المصلحة العامة واستعباد الناس وقهرهم وإيقاف عجلة بناء دولة النظام والقانون ومحاربة كل وطني يسعى لتحقيقها ستؤسس لهم دولة أو تحقق لهم مكسب أو أهداف فعلية..
في الواقع إن كانوا يفكرون بذلك فهم واهمون لأن هذه التصرفات وهكذا مخططات لا تنتج سوى الفوضى والإحتراب وتمزق النسيج الاجتماعي وفي الأخير يرهق الجميع ويأتي البديل من غير الجميع بطريقة أو بأخرى وقد بدئت أصل لقناعة أن لابديل لما يجري إلا واحد من اثنين.. إما تشكل حلف واصطفاف وطني واسع لإنقاذ البلد, أو ثورة ثانية شعبية وعسكرية تطيح بكل من ثبت عمله على زعزعة الاستقرار أو تنفيذ أجندة خارجية, والعبث بأهداف الثورة وطموحات الشعب.
فؤاد الفقيه
الظَلَمَةٌ..روح الثورة المضادة في اليمن 1372